فإن المتابعة بين الحج والعمرة ينفي الفقر ويغفر الذنوب» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فلذلك: أُذَكِّركم بأن تجمعوا في نفوسكم الإخلاص لله عز وجل كل الإخلاص في هذه العبادة؛ لتكون إن شاء الله بعد أن تؤدوها على وجه السنة مقبولة مرفوعة عند الله تبارك وتعالى، هذا الذي أردت التذكير به بين يَدَيّ ذكر أعمال العمرة.
-فأقول: لا بد للمعتمر -كما يقول العلماء، وهذا أمر يجب أن يستحضره المسلم دائماً وأبداً، ولكن من باب أَوَّلي- وهو قادم على الله تبارك وتعالى على بيته الحرام في سبيل العمرة أو الحج، أن يبرئ ذمته مما لبعض الناس من حقوق؛ حتى يكون عمله للعمرة كاملاً لا ينقصه شيء.
ويكثر السؤال في مثل هذه المناسبة: أن من كان عليه دَين لبعض الناس، فهل يجوز له أن يعتمر أو أن يحج، أم لا بد له من أن يُصَفِّي حسابه مع الدائن له؟
فالجواب في هذا: أن الأمر سهل إن شاء الله، وهو إذا كان الدائن يصبر على المدين القاصد للعمرة أو للحج، فلا بأس عليه من أن يحج أو يعتمر، وأما إذا كان قد حَلّ الأجل لوفاء الدين، وصاحب الدين -الدائن- لا يصبر، فعلى هذا الذي يريد أن يَحُجّ أو أن يعتمر أن يفي هذا الدين لصاحبه، ثم بعد ذلك يحج أو يعتمر.
أما إن أذن له فلا باس من ذلك، ما دام أنه يفي بِدَيْنِه بعد أن يحج أو أن يرجع من عمرته.
الآن نقول: لا شك أن للمسافر -أيَّ سفر- كان آداب في أثناء الطريق، فنبدأ منذ خروجه من بيته: فعليه أن يَخْرُج مُسَمِّياً بالله تبارك وتعالى، وبخاصة إذا كان يستحضر ورداً أو ذكراً ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك هو الأولى لمن يرغب أن يستن بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أعني لا يكفي أن يقول بسم الله، وهو بلا شك أمر لا بد منه عند خروجه من بابه، ولكنه يقول بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أَزِلّ