أو أُزل أو أَضِل أو أُضل او أظلم او أُظْلَم أو أَجْهل أو يُجْهَل عليّ، وربما يوجد هناك أذكار أخرى في هذه المناسبة، وهي مذكورة في كتب الأوراد.
لكن الشاهد هو: أن يخرج مُسَمِّياً باسم وبوردٍ ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقُبيل ذلك يُوَدِّع أهله أيضاً بالذكر الوارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أعلم إلا تلك العبارة الطَيِّبة المُخْتَصرة:«أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه» ثم ينطلق ويمشي، في أثناء الطريق لا بد له من أن يكون في الطريق هبوط وارتفاع، فهناك أذكار لطيفة جداً تُذَكِّر الذاكر بأن لله عز وجل الصفات الكاملة، ومنها: أنه عالٍ على خلقه عز وجل، فكلما هبط وادياً سَبَّح الله ونَزَّهه من كل صفة لا تليق به، وإذا كان على شُرُفٍ أو جبلٍ أو هَضَبة كَبَّر الله عز وجل، ولكن لا يُشْرع في هذه الحالة رفع الصوت بهذه الأذكار؛ لأن الأصل في كل الأذكار إلا ما استثناه الشارع الحكيم السر .. ولعلكم قد سمعتم أو قرأتم حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- قال:«كنا في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكنا إذا هبطنا وادياً سَبَّحنا، وإذا عَلَوْنا شُرُفاً كَبَّرنا، ورفعنا أصواتنا» فقال عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، إن من تدعونه ليس بأصمَّ ولا غائبًا، إنما تدعون سميعاً بصيرا» في رواية «إنما تدعون من هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته إليه».
فبهذا الحديث وأمثاله لا يُشْرَع رفع الصوت بالأذكار إلا ما أشرنا إليه من استثناء، ومن ذلك المستثنى رفع الصوت بالتلبية كما سنذكر إن شاء الله إذا ذكرنا في أثناء تحدثنا عن العمرة.
السائل: في عدد مُعَيَّن للتكبير والتسبيح.
الشيخ: لا، فلا يزال يمضي هكذا إذا وصل، حتى إذا وصل إلى المدينة، هناك -بلا شك- يدخل المسجد النبوي ويصلي فيه ركعتين تحية المسجد، وهنا يغفل أكثر الحجاج والعُمَّار عن الآداب التي تتعلق بكل المساجد وبخاصة المسجد النبوي الذي نبعت منه تلك الآداب، فهم يغفلون عنها؛ والسبب في ذلك أنهم ما تَمَرَّنوا ولا تَمَرَّسوا على مثل هذه الآداب وهم في بلدهم، وحينما يدخلون في مساجدهم