معنى قولي: ليست هاتان الركعتان من سنة الإحرام، أن المسلمين الذين يُحْرمون من مواقيتهم كيلملم وغيره مما يحرم فيها المسلمون من نحو الرياض والطائف ونحو ذلك، فهؤلاء لا يُسَنّ لهم أن يُصَلّوا شيئاً يسمى بركعتي الإحرام.
نعم، السنة إذا تيسر أن يُحْرِم بعد فريضة صلاها مع جماعة، فهكذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد تكون هذه الصلاة بالنسبة لبعض الناس الذين هم كأهل المدينة هم ليسوا مسافرين، فقد تكون هذه الصلاة بالنسبة إليهم تماماً فيصلون الظهر أربعاً، وقد تكون قصراً بالنسبة للمسافرين.
فهي على كل حال فريضة وليست نافلة.
فهاتان الركعتان بالنسبة إليكم ينبغي أن تَحْرِصوا على صلاتهما في الوادي المبارك، ألا وهو وادي ذا الحليفة، بعد ذلك تُلَبُّون بتلبية العمرة دون التلفظ بالنية، وإنما بالعمرة لبيك اللهم بعمرة وهذا ليس نية أو ليس بالمعنى الصحيح تلفظاً بالنية حتى يقاس عليه جواب التلفظ في سائر العبادات كالوضوء والطهارة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر والنية عند الشروع في الصلاة، كل هذه النِّيَّات مقرونة باللفظ فهي من مُحْدَثات الدين، وإنما النية في القلب أما في الحج ففي التلبية يقول:«لبيك اللهم بحج، لبيك اللهم بحج وعمرة، أو بحجة وعمرة لبيك اللهم بعمرة» هذا يقوله المُلَبّي جهراً.
ثم ينبغي ألاَّ تنسوا أن تقرنوا مع هذه التلبية مباشرة، لا تفوتكم العبارة التي تُعْرَف عن الفقهاء بالاشتراط وذلك أن يقول المُلَبِّي لبيك اللهم بعمرة، اللهم مَحِلِّي حيث حبستني، اللهم مَحِلِّي حيث حبستني، أولاً: ما معنى هذا الكلام وما ثمرته؟
معنى هذا الكلام:«محلي» أي: تَحَلُّلي من العمرة إذا ما قدرت عليَّ أمرًا لا أملكه كمثلاً عَرَج، تَكَسُّر -لا سمح الله- كمرض فجائي، وما شابه ذلك من الموانع، بحيث يضطر أن لا يتابع مناسك العمرة أو مناسك الحج هذا معنى هذا الورد النبوي «اللهم محلي» أي تَحَلُّلي من الإحرام حيث حبستني بأمر تقدره عليَّ لا