قدرة لي على رده؛ لأنه لا راد لما قضاه الله عز وجل، هذا هو المعنى، أما الأثر وثمرته فهو مهم جداً وذلك مما يغفل عنه جماهير الحجاج والعُمَّار حيث جاء في الحديث الصحيح «من حَجّ فَكُسِر أو عُرِج فعليه هدي، وحج من قابل».
أي: هذا الذي لَبّى بالعمرة ثم قُدِّر عليه أمر فلم يستطع إتمام هذه العمرة، عليه واجبان لا بد له منهما كلاهما.
الواجب الأول: أن يُقَدِّم هديًا لأنه عَطَّل هذه العبادة الخاصة.
والأمر الآخر: أن هذه العمرة يجب عليه أن يقضيها فيما بعد حينما يتمكن من قضائها، هذا حكم عام.
أما من اشترط على رَبّه عز وج وقال:«اللهم محلي حيث حبستني» فحبسه بحابس فحينئذٍ لا شيء عليه، إن شاء أن يعيد العمرة تطوعاً كما ابتدأها فلا شك أن له ذلك، لكن لا يجب عليه، كذلك الحج وهو أهم، الحج تعلمون له مناسك أكثر من العمرة من البيات في منى والوقوف في عرفه والبيات في مزدلفة ورمي الجمار ونحو ذلك، فهذا الذي حج بعد حجة الإسلام ولَبَّى بالحج في الميقات ثم لم يشترط على ربه ما ذكرنا، ثم حبسه حابس، فعليه هدي وعليه أن يُعيد الحج في العام القادم ولو كان حَجّ فريضةً الحج حجة الإسلام قد أسقطها عنه، لكنه في المرة الأخرى نوى أن يتقرب على الله عز وجل بِحَجَّة متطوعاً، ثم حبسه حابس ولم يستطع أن يُكْمِلها وأن يتمها كما قال تعالى {وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ للهِ}.
فإذا لم يكن قد اشترط ذلك الشرط فعليه هدي وعليه حج من قابل.
ولذلك: فاحرصوا كُلّ الحرص على أن تشترطوا عقب التلبية هذه، ولا يفيدكم ذلك شيء إذا ما تذكرتم ما فاتكم بعدما أن قطعتم شوطاً في الطريق، ثم تنطلقون إن شاء الله .. ، وأنتم تكثرون من التلبية -ولا أقول الآن رافعين أصواتكم بل- مبالغين في رفعكم لأصواتكم؛ لأن هذه شعيرة من شعائر الحج والعمرة؛ لأن الصحابة قالوا إنهم كانوا يرفعون أصواتهم حتى لما وصلوا مكاناً اسمه الروحاء بُحّت أصواتهم، وهذه سنة لا مِثْلَ لها في الأذكار الشرعية إطلاقاً، أي: أجهدوا