للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفسهم برفعهم أصواتهم بالتلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» حتى ما أكملوا المشوار إلى مكة ما وصلوا الروحاء ما أذكر كم المسافة لكن ما أظن ... نعم خمسة وثمانين كيلو ما وصلوا إلى ذلك المكان إلا وقد بُحّت أصواتهم.

إذاً: من شعائر الحج والعمرة التلبية جهراً، والمبالغة في الجهر بهذه التلبية، وهذا أنا أرى في هذا حِكْمة لأن الناس يشعرون بشيء من الحلاوة النفسية لما بدهم يذكروا الله يرفعوا أصواتهم، فكأن الله عز وجل جعل لهم متنفسًا لإشباع رغبتهم هذه في ظرف ما ألا وهو الحج والعمرة.

ارفعوا أصواتكم .. بهذه المناسبة، أما ما سوى ذلك فخير الذكر الخفي كما هو معروف في الكتاب والسنة، وحسبكم آنفاً حديث أبي موسى الأشعري «أربعوا على أنفسكم» بصورة جماعية ثم هنا ملاحظتان، الأولى: ما سبق سائر البيان، وهو التلبية هذه لا يشترط فيها أن تكون تلبية الجماعة بصوت واحد بل لا يجوز أن يكون الأمر كذلك قلت لا يشترط ثم أضربت فقلت بل لا يكون أن يجوز كذلك، وإنما كل واحد يُلَبِّي حسب طاقته، وحسب قِصَر نفسه أو طول نفسه.

ومن شؤم ومن أخطاء الذكر الجماعي كما يفعله بعضهم عقب صلاة الفجر والمغرب ظاهرة سيئة جداً، واحد بيكون نَفَسُه قصير بيقطع الجملة، ثم بيشوف الجماعة سبقوه بيلحقهم، وما بينتبه بأن القطع والوقف يكون محرماً على نظام القراءة والتجويد -مثلاً- هي كانت ملاحظ عندنا في سوريا في بعض المساجد.

من شؤمهم أيضاً وسوء أعمالهم أنهم يربطون التهليلة الأولى بالأخرى، على الأقل ما بيأخذوا نفس ولا يفسحون المجال لكل فرد من هؤلاء المُهَلِّلين أن يأخذ نفسًا في آخر التهليلة، وهو على كل شيء قدير انتهت: لا إله إلا الله، لا بيوصلها: وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله، واحد نفسه انقطع وين عند لا إله، وهذا كنا نسمعه مش فَرَضية عند: لا إله إلا إله كفر شرك لا إله وحدها ما فيها ضرر المهم المهم أنهم يربطون أصوات بعضهم ببعض، فيقعون في مخالفات لفظية هي شرك

<<  <  ج: ص:  >  >>