يميناً ويساراً، وخلفا ويكون قد حقق هذا النص القرآني؛ لأن النص مطلق {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} حتى لو أدى الأمر لشدة الزحام أن يصلي في السدة هناك في الخلف، يعني قريباً من الأبواب، لكن هذا فيما أظن يعني نادر جداً.
ثم الذي ينبغي أن يُلاحظه المصلي هناك أن يحاول أن يتفق هو وبعض إخوانه، بحيث يحولون بين المارة وبين صلاتهم أن يقطعوها؛ لأن الجهل القائم على حديث مجهول، يعني عند أكثر الناس، حتى بعض أهل العلم ضَعَّفه أولاً، ثم لو صح دلالته ثانياً، حيث يحتجون به أن المسجد الحرام مستثنى من إثم المرور بين يدي المصلي، ومستثنى من الأمر باتخاذ السترة وهذه دعوى باطلة لا أصل لها في السنة، وشبهتهم في ذلك حديث مروي في بعض السنن «النسائي» وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى والناس الطائفين يَمُرُّون بين يديه.
قلنا: إن هذا الحديث، أولاً: لا يصح من حيث إسناده؛ لأن فيه جهالة في بعض الرواة التي لم تثبت عدالتهم، ثانياً: لو صَحَّ هذا الحديث، وليس فيه أن الطَوّافين كانوا يمرون بين يدي الرسول، بمعنى بينه وبين موضع سجوده، لأن هذا هو المحذور الممنوع بالنسبة للمارّ بين يدي المصلي، إنما هو مرور بين المصلي وبين موضع سجوده، أما إذا مَرّ وراء موضع السجود فهذا لا إثم على المار، ولو كان المصلي لم يتخذ سُتْرةً، إنما الإثم على هذا المصلي الذي لم يتخذ سترة، فإذا مر المار بين يدي المصلي أي بين موضعه وبين موضع سجوده وهو عالم ومنتبه كما يفعلون هناك في المسجد الحرام، أن يخاصمونك ويقاتلونك بدل أن تقاتلهم؛ لأن الرسول كما تعلمون قال «فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» هم يقاتلونك لأنك منعته أن يمر بين يديك، بهذا الزعم الباطل: أن المسجد الحرام يباح فيه المرور بين يدي المصلي.
السائل: النساء يمرون بين يدي الرجال؟
الشيخ: النساء أشكل؛ لأن هذا في المذهب الصحيح يُبْطل الصلاة، لكن هذا يُذَكِّرنا بفائدة السترة، وهذه من مشاكل الجهل بالسنة أكثر الحُجَّاج أو كثير من الحجاج حتى لا نكون مبالغين في القول، كثير من الحجاج تبطل صلاته بمرور