الشيخ: أحسنت، أي نعم: هذه ناحية أيضاً مما يُخلّ الحُجَّاج والعمار، فقد ذكرت لكم -آنفاً- أن بعضهم يعني يضطبع من ساعة إحرامه، بينما عرفتم من سياقي -آنفاً- لمناسك العمرة أن الاضطباع إنما يَبْدأ به عند البدء بالطواف، وفي طواف القدوم فقط.
مع ذلك فهؤلاء الحجاج يستمرون هكذا في إحرامهم، ويقفون المواقف في منى وفي عرفة ولا يَتَحَلَّلون إلا بعد الرمي والذبح.
ومعنى هذا: أنهم يصلون كل الصلوات وهم كاشفون عن منكبهم الأيمن، وهنا يقعون في مخالفة جذرية لحديث نبوي صحيح ألا وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء، فهم يصلون كاشفين عن منكبهم» وهذا خلاف هذا الحديث، فهي إذاً، أولاً: عبادة مُقَيَّدة بطواف القدوم فقط، الكشف عن المنكب مُقَيّد بطواف القدوم فقط، ثم على العكس من ذلك لَمَّا بِدّه يصلي ركعتي الطواف عند المقام، يجب أن يكون مستوراً منكبيه كليهما معاً، فإذا صلى هكذا عَرَّض صلاته للبطلان لنهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة إلا وهو ساتر لمنكبية «لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء» وأرجو في نهاية هذه الجلسة، أولاً: أن تلتزموا ما ذُكِّرتم به من الواجبات والسنن والمستحبات، وثانياً: ليبلغ الشاهد الغائب، لا بد أنكم ستلتقون هناك مع كثير من العُمَّار، فيجب أن تُذَكِّروهم بأخطائهم، وبما يجب عليهم من مراعاة أحكام العمرة التي ثبتت في السنة الصحيحة؛ حتى يُكْتب لكم أجر الدال على الخير كفاعله؛ ولأنه يدخل في قوله عليه السلام «من سن في الإسلام سنة حسنة»؛ لأن هذا الذي سيأخذ منك هذه النصيحة سيطبقها في نفسه فتكون سنة مستمرة، ثم قد ينقلها أيضاً إلى غيره، وهكذا يكون لك ثواب كل من استدل بدلالتك على الخير.
السائل: بالنسبة المرأة، هَلّا الرجل إما يحلق وإما يقص شعره، ولكن المرأة نرى بعض النساء يأخذن من عدة شعرات؟