الشمس كما جاء في حديث ابن عباس السابق الذكر، لكنه شيخ كبير أو رجل عليل مريض يخشى على نفسه الزحمة، فله أن يُؤَخِّر كما جاء في بعض تلك الأحاديث من قول السائل:«يا رسول الله! ما رميت إلا وقد أمسيت. فقال: لا حرج».
فإذاً: يجب أن نلاحظ هنا القاعدة وما يُبَرِّر أو يُسَوِّغ لنا الخروج عنها إلى الترخص، القاعدة أن نأتي بكل منسك من مناسك الحج موافقين في ذلك صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجوز أو يجوز لنا الخروج عن هذا الأصل هو الخلاص من الحرج، أما من لا يجد في نفسه حرجاً فعليه أن يلتزم أن يضع كل منسك في موضعه تنفيذاً لأمر نبيه:«خذوا عني مناسككم».
وأنا أُريد أن أُقَرِّب لكم هذه المسألة بمسألة أخرى جاء فيها ذكر الحرج، وهي تتعلق بالصلاة، فهذا من جهة.
ومن جهة أخرى أن بعض الناس لا ينتبهون إلى هذه النكتة التي ذكرتها فيما يتعلق بالحج، فإنها كذلك تتعلق بالصلاة، أعني بذلك حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه، والحديث في صحيح مسلم، قال:«جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء دون سفر ولا مطر».
وفي رواية:«خوف».
قالوا وهنا الشاهد: ماذا أراد بذلك يا أبا العباس؟
كنية عبد الله بن عباس أبو العباس.
ما أراد بذلك - صلى الله عليه وسلم - بذلك يا أبا العباس؟
قال:«أراد ألاَّ يُحْرِج أمته».
فقوله رضي الله تعالى عنه: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجمع بين الصلاتين في المدينة دون وجود شرط الجمع ألا وهو السفر أو المطر أو الخوف، لم يكن شيء من هذه الأسباب.