للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: ما عليش، لكل سؤال جواب، قال تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى* أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى* وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٦ - ٣٩].

فأنت إذا ما بِدَّك تصلي عن صديقك اللِّي مات، ويمكن ما صلى لله صلاة، وما ذهب يوماً ما إلى بيت الله، فهذا من سعيه وإلا من سعيك؟

مداخلة: من سعيي.

الشيخ: إذاً: ليس له شيء من هذا السعي.

مداخلة: ... يقولوا: يجوز الحج، مثلاً؟

الشيخ: أنت ما تقول بيقولوا؛ لأنه أنت أمام قول رب العالمين الآن، صحيح أم لا؟ مائة صحيح، فإذا كان رَبُّنا بيقول: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩] ما لازم بَأَه تقول أنت بيقولوا، وإنما بتقول لي أنت طيب، ما هو جوابك؟ ما هو رأيك بالنسبة للحج عن الغير؟ مو هيك أنت بِدّك تقول؟ ..

أنا لما قلت ما أكون بعيدًا يعني: عن معرفتي بك أنك دوبلوماسي، طيب سؤالك عن إنه أنت بِدَّك تُصَلِّي آنذاك، بينما هَلّا انتهى الموضوع بدك تسقط عنه الصلاة، وأنت ربه؟ كيف بدك تُسْقِط عنه، يعني: هذا تارك للصلاة، ما هو بيكون وضعه في القبر والعياذ بالله، فأنت بِدَّك تُخَلِّصه من عذاب الله في القبر بحيلة شرعية يُسَمُّوها إسقاط صلاة، الله أكبر، هذه والله سخرية الدهر، إنه ربنا في عشرات من الآيات الكريمة بيعلم عباده أنه الإنسان يُكَلَّف بما هو يفعل كما ذكرنا في الآية السابقة، في آية أخرى يقول: {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر: ١٨].

هذا يعني: النواحي المعنوية، أو كما يقولون اليوم: الروحية هي كالأمور المادية تماماً، أنا جوعان وأنت جوعان، أنت أكلت من أنواع الطعام، وأنا ما ذقت من هذا الطعام شيئاً، أنا بَشْبَع لشِبَعِك؟ ما بحس بلذة الطعام تبعك، فضلا عن أن اشبع، ليه؟ لأنك أنت عَم تأكل لنفسك، أنت بتصلي تتقرب إلى الله، وأنا شقي والعياذ بالله، ولا أفعل ما أتقي الله به، شو راح ينفعني صلاتك لي؟ ما بينفعني إلا صلاتي أنا، كما إنه صلاتي أنا ما بتنفعك شيء أنت،

<<  <  ج: ص:  >  >>