للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى نصيبه فشربته»! «ثم غطيت القدح فلما فرغت أخذني ما قدم وما حدث فقلت: يجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جائعا ولا يجد شيئا فتسجيت (١) [قال: وعلي شملة من صوف كلما رفعت على رأسي خرجت قدماي وإذا أرسلت على قدمي خرج رأسي قال: ] [وجعل لا يجيئني النوم] وجعلت أحدث نفسي [قال: وأما صاحباي فناما] فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم تسليمة يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم [ثم أتى المسجد فصلى] ثم أتى القدح فكشفه فلم ير شيئا فقال:

«اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني» , واغتنمت الدعوة [فعمدت إلى الشملة فشددتها علي] فقمت إلى الشفرة (٢) فأخذتها ثم أتيت الأعنز فجعلت أجتسها «(٣)» أيها اسمن [فأذبح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -] فلا تمر يدي على ضرع واحدة إلا وجدتها حافلا «(٤)» [فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطمعون أن يحلبوا فيه] فحلبت حتى ملأت القدح ثم أتيت [به] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقال: «أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد؟ » قال: ] فقلت: اشرب يا رسول الله! فرفع رأسه إلي فقال: «بعض سوآتك يا مقداد ما الخبر؟ » قلت: اشرب ثم الخبر فشرب حتى روي ثم ناولني فشربت فلما عرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد روي وأصابتني دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض فقال: «ما الخبر؟ » فأخبرته فقال: «هذه بركة نزلت من السماء فهلا أعلمتني حتى نسقي صاحبينا؟ » فقلت: [والذي بعثك بالحق] إذا أصابتني وإياك البركة فما أبالي من أخطأت.

الثاني: عن أنس أو غيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[كان يزور الأنصار فإذا جاء إلى دور الأنصار جاء صبيان الأنصار يدورون حوله فيدعوا لهم ويمسح رؤوسهم ويسلم عليهم فأتى إلى باب سعد بن عبادة فـ] استأذن على سعد فقال: «السلام عليكم ورحمة الله» فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله ولم يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) أي: تغطيت يعني: يريد أن ينام.
(٢) هي السكين العظيمة العريضة.
(٣) أي: أمسها بيدي.
(٤) أي: ممتلئا لبنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>