للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى سلم ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه [وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد فوق ثلاث تسليمات فإن أذن له وإلا انصرف] فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - واتبعه سعد فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني ولقد رددت عليك ولم أسمعك أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة [فادخل يا رسول الله] ثم أدخله البيت فقرب له زبيبا فأكل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغ قال:

«أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون» (١).

الأمر الثاني: الدعاء له ولزوجه بالخير والبركة وفيه أحاديث:

الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع بنات فتزوجت امرأة ثيبا فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تزوجت يا جابر؟ » فقلت: نعم فقال: «أبكرا أم ثيبا» قلت: بل ثيبا قال: «فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك؟ » فقلت له: إن عبد الله هلك وترك [تسع أو سبع] بنات وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن فقال:

«بارك الله لك» أو قال لي خيرا.

الثاني: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم عليه فقال: «ما حاجة ابن أبي طالب؟ » فقال: يا رسول الله! ذكرت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مرحبا وأهلا» لم يزد عليهما فخرج علي بن أبي طالب على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا فقالوا: يكفيك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحداهما أعطاك الأهل والمرحب فلما كان بعد ذلك بعدما زوجه قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة فقال سعد: عندي كبش وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة فلما كانت ليلة البناء قال: لا تحدث شيئا حتى


(١) واعلم أن هذا الذكر ليس مقيدا بالصائم بعد إفطاره بل هو دعاء لصاحب الطعام بالتوفيق حتى يفطر الصائمون عنده وينال أجر إفطارهم فهو كالجملتين الأخريين: «أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة) وهو بالنسبة إلينا لا يمكن أن يكون إلا دعاء كما لا يخفى وليس في الحديث التصريح بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان صائما فلا يجوز تخصيصه بالصائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>