للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: نعم.

الشيخ: «لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه، وشاهديه» جاء وقت هذا الحديث؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: طيب، ما الفرق بين هذا الحديث وذاك الحديث؟ هذا جاء وقته وذاك ما جاء وقته؟ على كيفنا صار الدين هوى والعياذ بالله.

ولذلك قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥].

لا يوجد في الإسلام جاء وقته أو ما جاء وقته، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ}.

لكن يوجد في الإسلام: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦] كالمثال الذي ضربته آنفاً: جندي مجبور بيحلقوا له لحيته رغم أنفه، هذا غير مسؤول، لكن جندي خَلَّص الجندية الإجبارية، فطابت له هذه الخدمة المزعومة، خاصة لما ترقت وظيفته وصار له راتب يقول: أنا أريد أن أتطوع في الجندية.

التطوع كان في الزمن الأول، حينما كان الجهاد في سبيل الله، ليس في سبيل الراتب والمعاش!

فإذاً: كل أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام هي شرعاً كآيات الله القرآن، ولا يجوز تأجيل شيء منها إلا في حدود: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦] أما والله جاء زمانه وجاء وقته، هذا أنا أعتقد من جملة مصائب بعض الدعاة اليوم الذين يريدون أن يُكَيِّفوا الإسلام، ويتماشى مع ضعف المسلمين، وإهمالهم لتطبيق الدين، ويريدون أن يجعلوا الإسلام عملياً يتماشى مع آراء الناس، ولذلك تسمع فتاوى كثيرة وكثيرة جداً في إباحة التعامل بأنواعٍ من الربا، والله المستعان، غيره تفضل.

(الهدى والنور /٦٢٣/ ٢٧: ٣٦: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>