للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا استلقيت هكذا على الأرض كأني بِدّي أُسلمها، وبدأت نخاري يتقاطر منه دم، شو بدنا نساوي عطشنا، لأول مرة في حياتي وما تكررت وأرجو ما تتكرر، لأول مرة أُفَكِّر أن أشرب بولي، يا ترى مجرد ما فكرت حل لي الشرب؟ حتى لا أموت يعني، لا.

لا يجوز أن أحتاط بارتكاب المحرم، لما يغلب على ظني إنه إذا ما شربت هذا النجس حينئذٍ تأتي الآية الكريمة: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: ١١٩].

وهذه المسألة فيها دقة متناهية؛ لأن بعض الشباب المسلم، مسلم أولاً عاطفة والحمد لله هذا خير، لكنه ليس مُتَفَقّه في دينه.

إلى الآن يسألني الشباب: أنا صورتي في الجواز أو في الهوية الشخصية حِلِّيق، وربي هداني، وعَفّيت عن لحيتي، والآن إذا أردت أن أروح إلى المخابرات أخاف يظنوا في، أنه أنت كنت حِلِّيق، الآن مربي لحيتك، هل يجوز أحلق لحيتي؟

الجواب طبعاً على حسب ما سمعتهم آنفاً، لا يجوز؛ لأنك ستحلق لحيتك من أجل ما تقع، يمكن يا أخي أن لا تقع، ما يدريك أنت؟

فلا يجوز هنا يقال أن الضرورات تبيح المحظورات؛ لأنه ليس هناك ضرورة.

وهذا يُذكرني بقصة وقعت وأنا في الشام قبل إحدى عشر سنة أو اثنا عشر سنة، كنا نلقي دروسًا هناك، وشباب من مختلف الأجناس والحزبيات، وو .. إلى آخره، بدأ شاب، بدأ يتردد علينا في الدرس، وبعد كم شهر شعرت أنه اتخذ لحية على طريقة بعض البلاد العربية [خير الذقون إشارة تكون] المهم شعرت أن هذا الشاب على عُجره وبُجره خير مما كان عليه أول ما بدأ يتردد علينا، يعني هذا وإن كان ليس سنياً، لكن خير من المبتلى بحلق اللحية على نظيف تماماً.

يوم من الأيام عندما خرجت من الدرس، عادةً لما يكون بعض الشباب عندهم أسئلة خاصة، لا يلقوها على الملأ، يغتنموا فرصة خروجي ويطلع معي، ويقول لي: يا أستاذ أُريد أن أستشيرك في أمر، قلت له: تفضل. تنحينا ناحية هكذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>