للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام .. إلى آخره، وجاع، وصبر وصبر وصبر حتى الساعة الثانية عشر، يعني المغرب، حينئذٍ شعر بأنه إذا ما أكل يخشى أن يموت جوعاً.

نحن نقول تمتع بقوله تعالى: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: ١١٩]، تقريباً هذا صبر اثنا عشر ساعة.

نأتي بصورة ثانية: نفذ الزاد الظُهر، لكن هو لم يحس بما حس به الآخر ووجد أكلة محرمة، قال: أنا آكل الآن خشية أن أجوع في أول الليل، هذا لا يجوز له أن يأكل؛ لأنه ما وقع في الضرورة، واضح الفرق بين المثالين؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: الآن حياتنا نحن هكذا ينطبق عليه المثال الثاني، وليس المثال الأول، نحن حتى لا نتخلف لازم نعمل كذا وكذا، يعني ارتكاب مخالفات شرعية، لا، هذا لا يُبَرَّر، هذا ليس بضرورة، إذا وقعنا حينئذٍ يجوز لنا أن نرتكب ما حَرَّم الله.

أنا أذكر حادثة وقعت لي أنا شخصياً أولاً؛ لأنه مثال لما قلنا أولاً، وكتاريخ.

أنا أول سفرة سافرتُها إلى البيت الحرام، سافرتها بطريق البر، وكانت مركوبتي السيارة اللِّي بيسموها هنا [بيك أب] تقريباً، سيارة شاحنة صغيرة، ومشت بنا هذه السيارة مسافة لا بأس بها، وبدأت تسخن ويتبخر الراديتر، وينقص الماء كل شوي، السائق في عنده تنكات ممتلئة ماء، كل شوية يعبيها بعدما يُبَرِّدها ويمشي فيها، كنا مع ركب، فضللنا الطريق.

مداخلة: أي سنة هذه؟

الشيخ: قديمة، يمكن قبل حوالي خمسة وثلاثين إلى أربعين سنة.

الشاهد: وقفت السيارة ولم يبق عندنا ولا ذرة ماء، للشرب ليس هناك ماء، ماذا فعلنا، فتحنا [الباب] الذي تحت الراديتر، صفينا الماء الباقي في الراديتر، ماء كأنه مثل الشاي، ... ، كأننا حاطين طبعاً حطة بيضاء، تحط الحطة هكذا على طرف الصحن، ونمصه مص، ماء لا يمكن، مع ذلك نفذ الماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>