للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن هو لم يعرف لماذا؟ كونه ماشي في هذا المذهب الذي فرض عليه من أبوه، من جده .. إلى آخره.

أما قال الله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: ٥٩]. ليس هناك شيء من هذا.

كل الأقوال التي تسمع، نادراً جداً جداً أن تجد واحد ينحو هذا المنحى العلمي، أي: بناء على قول الله كذا، وعلى قول رسول الله كذا، ما يجوز كذا وكذا.

مثالنا السابق الذي أنت جاء في كلامك، وتَبَيَّن أخيراً أن هذا مرامك، الآن كثير من المشايخ يقولوا لك مثلما أنت قلت سابقاً: إنه ليس هناك مانع أنه يتوظف الإنسان بالبنك، حتى يعرف أسلوب التعامل .. وإلى آخره، حتى إذا قامت الدولة المسلمة .. إلى آخره.

هذا أعوذ بالله، هذا ضلال في ضلال، يعني: هل الدولة الإسلامية تقوم على طاعة الله وطاعة رسول الله، أم على مخالفتهما؟

لو سئل أيّ إنسان من هؤلاء، لا يقولوا لك إلا على الطاعة.

طيب يا أستاذ، أنت الآن تقول جوابًا خلاف هذا، تقول: لازم نكون نحن نتعلم كيف التعامل في البنوك، حتى إذا قامت الدولة المسلمة عرفنا كيف نتصرف في البنوك على الطريقة الشرعية.

أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعدُ تُورد الإبل

هؤلاء لو كانوا متشبعين بقال الله، قال رسول الله، ما يجرؤ أن يقول هذا الكلام؛ لأن نفسه مُشَبَّعة بقوله تعالى أولاً: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢].

وبقوله عليه الصلاة والسلام: «لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه».

كيف يقال إذاً: اذهب واشتغل بالبنك وكُن موظفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>