للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذاً: كان العلم الشرعي نفسه، يعلم بطريقة الاختلاط، فهذا ليس علماً شرعياً، وكلنا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حض المسلمين بعامه، على أن يؤدوا الصلوات الخمس في المساجد، ولا شك أن النساء يدخلن في هذا النص العام، أي صلاة الجماعة، كما قال عليه السلام: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس -وفي رواية أخرى- بسبع وعشرين درجة» فهل يدخل هذا لأول مرة تسمعه فيما أعتقد، فهل يدخل في هذا الحديث النساء الذي يتبادر إلى أذهان كثير من الناس من قوله عليه السلام: «وبيوتهن خيرٌ لهن» أن النساء إذا صلين في المساجد ليس لهن تلك الفضيلة التي أطلقها الرسول عليه السلام في الحديث الأول: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة» للرجال أم للرجال والنساء، أقول نعم للرجال والنساء، ولكن مع ذلك بيوتهن خيرٌ لهن، فإذا صلت المرأة في المسجد طبعاً هنا تأتي الشروط، وهي أن تكون متجلببه بالجلباب الشرعي غير متعطرة ولا متطيبة ولا. .الخ.

فهي لو صلت في المسجد فلها مثل أجر الرجال، ولكنها إن أرادت أجراً أكثر فلتصلي في بيتها؛ لقوله عليه السلام: «وبيوتهن خيرٌ لهن» هذا بيحل مشكلة تتعلق، وتلك ذكرناها أكثر من مرة، النساء حينما يحججن أو يعتمرن فيزاحمن الرجال في المسجدين في الحرمين الشريفين في مكة وفي المدينة، ما الذي يحملهم على ذلك؟ جهلهم بالمعنى السابق، ظنهم أن صلاتهم في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي خير لهن من الصلاة في منازلهن، وبيوتهن التي نزلن فيها, الأمر ليس كذلك, إذا كانت الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، فالمرأة إذا صلت في بيتها فصلاتها بمائة ألف زائد واحد أو أكثر، كذلك إذا صلت المرأة في المسجد النبوي فصلاتها بألف، لكن إذا صلت في بيتها: فريضة, فصلاتها في بيتها بألف زائد واحد وأكثر على ما يشاءه الله.

إذا كان هذا في المساجد، وهي كما نعلم من الأحاديث الصحيحة، لما سئل عليه السلام عن خير البقاع وشر البقاع، ماذا أجاب: «خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق» إذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحث النساء على الصلاة في البيوت بقوله: «وبيوتهن خير لهن» وبعد ذلك: فإن أي بقع من بقاع الأرض مهما كانت شريفة ونظيفة، وإن سماها بعض الجهلة في كثير من البلاد الإسلامية يسمون الجامعة بحرم

<<  <  ج: ص:  >  >>