الجامعة، هذه التسمية طبعاً خاطئة؛ لأنهم يشبهون هذه الجامعات، ليتها كانت قائمة على أحكام الشرع، يسمونها أيش بالحرم تشبيهاً للجامعة بالحرم المكي والحرم المدني.
فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتاط لحشمة النساء وسترهن والبعد بينهن وبين الرجال في خير البقاع، فماذا يكون شأنه بالنسبة للجامعات، وهي إن لم تكن شر البقاع كالأسواق لما يقع فيها من اختلاط, فهي على الأقل ليست من خير البقاع, وليس هذا فقط مما خَطَّه الرسول عليه السلام في سبيل الفصل بين الرجال والنساء في خير البقاع، بل هناك أشياء أخرى تستدعي انتباه الباحث الفقيه، وتوجب عليه ألا يأذنَ أبداً لاختلاطٍ بين الرجال والنساء في أي مكان آخر، من ذلك مثلاً الحديث المعروف:«خير صفوفِ الرَّجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها» حتى في خير البقاع فصل النبي - صلى الله عليه وسلم - أولاً بين الرجال والنساء فصلاً حاسماً، فلا يجوز للنساء أن يخالطن الرجال في صفوفهم، كما لا يجوز العكس للرجال لا يجوز أن يخالطوا صفوف النساء، فقد فصل عليه السلام فصلاً تاماً في خير البقاع بين الرجال، وهم يصلون وهم واقفون بين يدي الله سبحانه وتعالى، فجعل الرجال في الأمام والنساء في الخلف، ولم يكتفِ بهذا، بل قال:«شر صفوف الرجال آخرها» لماذا؛ لأن هذا الصف الأخير يكون دانياً، ويكون قريباً من الصف الأول من النساء، فجعل آخر صف الرجال شر الصفوف، كما جعل شر صفوف النساء هو الصف الأول, كُلُّ هذا من باب سد الذريعة, إنَّ باب سد الذريعة الذي جاء به الإسلام، استفاده الغربيون في حياتهم المادية، لكن الفضل في تأسيسه وفي تقعيده، يعود إلى ديننا هاهو الرسول عليه السلام يقول:«خير صفوف النساء آخرها، وشَرُّ صفوف الرجال آخرها» لم يكتفِ الرسول عليه السلام حتى بهذه التفاصيل، بل جاء في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انتهى من الصلاة مكث في مكانه هُنَيَّةً.
يقول أحد الرواة: وعلماء الحديث اختلفوا، منهم من يقول إن هذا القول هو