الرجل أبو اللحية لما يقف أمام المرآة، ويسمع ذاك الصوت القبيح يُسلط على خديه، لسان حاله لا يقول: يا رب كما حسنت خلقي، فحسن خلقي. لسان حاله يقول: ما حسنت خلقي، لو أنك يا رب حسنت خلقي لما أنبت لحيتي، وجعلتني كالبنات بدون لحية، هكذا هو لسان الحال.
وأهل العلم يقولون: لسان الحال أنطق من لسان المقال.
وليس ضرورياً يأتي رجل ويقول: ربي أخطأ حيث أنا أنبت لي لحية، لا أحد يقول هكذا، هذه كلمة كفرية صريحة، لكن إذا كان لسان الحال أنطق من لسان المقال، فحينئذٍ يجب أن يتخلص المسلم من هذه البلية القبيحة، أنه بدل ما يقول: ربي كما حَسِّنت خَلْقي، فحسن خُلقي، يقول: لا، أنت خلقتني بلحية وسأرميها أرضاً وأدوسها برجلي.
هذا من أقبح الأشياء التي ابتلي بها المسلمون.
مداخلة: في نفس المسألة أستاذنا هناك شيء.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: يا أستاذنا، مثلاً نفس عمل أخونا الكريم أبو رائد، يجوز أن يأتي بعض النساء أو كذا أو مثلاً بصورة أخرى، لكن نحن نفترض أن المسألة ضربت عليه، يأتيه نساء أحياناً ليشتروا، ليفصلوا .. لكذا، فلا بد أن يحدث حوار، ما هو اللون؟ ما هو العرض؟ ما هو الطول؟ فما هي المقادير أو ما هي الضوابط، التي يأمرنا الشرع بها، من ناحية جواز الكلام مع النساء بهذه الصورة؟
الشيخ: طبعاً، الكلام لا بد أن يكون في حدود الحاجة أولاً والضرورة.
وثانياً: لا يكون في الكلام شيء من اللِّيونة والتَخَنُث في الكلام، ولا تبسم ولا ... ، يعني جدي. إن كان هو أو إن كانت هي، ونحن أشرنا آنفاً، ولا يكون