للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث لازم يكون وصل إلى شغاف قلبك، إلى سويداء قلبك، وتتبناه كشرع من هذا الشرع، الذي أنت تؤمن به، وتندفع وراء العمل به، «حفوا الشارب وأعفوا اللحى»، قص الشارب من هنا حتى تظهر الشفاه، لكن اللحية اتركها كما خلقها الله عز وجل، ممكن كما تكلمنا آنفاً شيء من تزيينها بحد معين، وبذلك تنجو من مشكلتين: مشكلة قائمة الآن في محلك، وهو أنك تتشبه بهذول البنات الذي تسأل عن وجودهم عندك.

مشكلة ثانية: تتشبه بالكفار والفساق، الكفار معروفين، هؤلاء الذين أتوا لنا بمصيبة حلق اللحية، وفي بعض البلاد مثل البلاد السورية حلق اللحية والشارب، لأن الفرنسيين الذين كانوا محتلين للبلاد السورية، كانوا يحلقون هكذا، خلاف الإنجليز الذين يحلقوا لحاهم ويُربوا شواربهم، الفرنسيين كله ... تماماً مثل البنات ومثل النساء.

البلاد الإسلامية، لم تكن من قبل تعرف حلق اللحية، إلا في صورة واحدة، إذا أرادوا أنهم يبهذلون إنساناً ويُمَثّلوا فيه، يحلقوا له لحيته، انظروا كيف اختلف الزمان؟

هذا الذي يُعَدّ تمثيلاً في الزمن الأول، أصبح اليوم تَزَيُّناً، فبارك الله فيك، فأنت منذ الآن تنوي أنك تُخَلِّص حالك من مخالفة الشرع، ومن إتعابك لنفسك، كل يوم ويومين تحلق، وتقف أمام المرآة، أو تذهب إلى الحلاق -لكن ليس صاحبنا غيره-.

هل تعرف أن حلق اللحية له معنى قديم جداً، لا شك يا أبا رائد أنك لا تشك مثلنا أن الله كما قال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: ٤].

والإنسان كما قال في القرآن: {خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل: ٣]، وفاوت بين الذكر وبين الأنثى.

من جملة المفاوتات الظاهرة: أن الرجل بلحية والمرأة بغير لحية، فلما المسلم يقف أمام المرآة ومن الأدعية المأثورة عن الرسول عليه السلام أنه كان يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>