للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نستقبحه على هذا الرجل الأبيض، وهذا أمر واقع عند الكفار يستقبح الرجل الأسود منظره وقامته، وأنفه وشفتيه ونحو ذلك، وعلى العكس ذلك يمكن، أقول يمكن الرجل الأسود يستقبح الرجل الأبيض، ويمكن يُعَبِّر عنه بأنه رجل أبرص، وهو ليس بأبرص، لكن شديد البياض، سواء ضحك أو سخر الرجل الأبيض من الرجل الأسود، أو الرجل الأسود من الرجل الأبيض.

فالحقيقة أن السخرية تنتقل من أحدهما إلى خالق من يستقبح صورته، وإلى هذا الإشارة في قوله عليه السلام: «لا تسبُّوا الدهر فإن الله هو الدهر» لماذا لا نسب الدهر؟ لأن الله هو المتصرف بالدهر، فأنت إذا سَبَبت الدهر، ما هو هذا الدهر، هل هو فعال لما يريد؟ أم هو مراد غير مريد؟ نعم عند المؤمن هو المراد وهو المريد، مراد لمن؟ للخالق المريد، الفعال لما يريد، فحينما تسب الدهر، فتعود هذه السبة إلى خالق الدهر؛ من أجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» أي: خالق الدهر، هذا تماماً كما جاء في الحديث الصحيح: «إن من أكبر الكبائر أن يَسُب الرجل أباه».

مداخلة: والديه.

الشيخ: نعم؟

مداخلة: والديه.

الشيخ: مش مهم؛ لأنه فيما بعد «قالوا: كيف يا رسول الله! قال: يسب الرجل والد الرجل فيسب والده».

يعني: من أكبر الكبائر أن يتسبب الرجل المسلم في أن يُسَب أبوه، من أكبر الكبائر أن يتسبب المسلم في أن يُسَبَّ أبوه، تُرى أليس من أكبر الكبائر أن يتسبب المسلم في سب الله؟ ذلك أولى.

فإذاً: لا يجوز لنا أن نستقبح شيئاً من خَلْق الله عز وجل؛ لأنه خلقه بإرادة

<<  <  ج: ص:  >  >>