فضائل الأعمال يعمل به في فضائل الأعمال هل معنى في فضائل الأعمال الثابتة قبل العمل بالحديث الضعيف؟ أم في فضائل الأعمال التي ثبتت فضيلتها بالحديث الضعيف؟
إن كان المقصود المعنى الأول: فهذا معنى صحيح فحينئذ لا يكون العمل بالحديث الضعيف وإنما يكون العمل بما أثبت كون هذه الأعمال من فضائل الأعمال فهذه في اعتقادي بالنسبة لبعض الناس يشبه الفلسفة يعني لما فيه من الدقة, فيهمه بعض الناس ولا يفهمه الآخرين, فالمخرج لسنا بحاجة إلى شيء اسمه حديث ضعيف.
وبخاصة أن الذين يجيزون العمل بالحديث الضعيف على الإطلاق يقعون في مخالفة شرعية أشار إليها أهل الفن الدكتور يحيى وهي:
أنهم بدعوى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال يروون الأحاديث الضعيفة ويكتمون ضعفها, ولا يبينون ذلك الضعف تعليما للناس وبيانا, وحينئذ يقعون في مشكلة علمية خطيرة جدا وهي قوله عليه السلام:«من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار».
وقوله عليه السلام «كفى المرء كذبا أن يُحدث بكل ما سمع» كل ما سمعه بعض الناس حديثا أو قرؤوه في كتاب قالوا: «قال رسول الله» لا شك أنهم بهذا التساهل في الرواية فقد وقعوا في الكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأنه بداهة لا يمكن أن يكون كل حديث قرؤوه أو سمعوه أن يكون ثابتا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الخطأ الذي يرمي هؤلاء ويوقعهم في الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أعظم أسبابه تلك القاعدة المزعومة يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال, فلذلك فقد جاء في هذه القاعدة ثلاثة أقوال أو ثلاث دعوات للأئمة:
القول الأول وهو الصحيح: لا يُعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأنه لا يجوز رواية الحديث إلا ببيان ضعفه فكيف يجوز العمل به مع كتمان ضعفه؟