للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يجوز رواية الحديث الضعيف إلا ببيان ضعفه كيف يجوز العمل به مع كتمان ضعفه؟

لا شك أن رواية الحديث بالنسبة للعمل به يجري مجرى الوسيلة على الغاية يجري مجرى الوضوء مع الصلاة فما فائدة إنسان يتوضأ ولا يصلي؟ لا فائدة من ذلك, لكنه إذا توضأ وجب عليه أن يصلي المكتوبة على الأقل.

وكذلك نقول فرواية الحديث مع العمل به يجري مجرى الوسيلة مع الغاية, الوسيلة هو التحديث, الوسيلة التحديث بالحديث, الوسيلة قراءة القرآن, الغاية العمل بالقرآن, وهكذا .. فإذا كان لا يجوز رواية الحديث الضعيف إلا مع بيان ضعفه فكيف يجوز العمل به دون بيان ضعفه هذه حقيقة لا يشك فيها اثنان أتيا عقلا لبا وفهما, فإذا كان الأمر كذلك فقد يقول قائل: حسنا نحن نروي الحديث الضعيف ونبين ضعفه ونعمل به في فضائل الأعمال. حاء هنا أمران اثنان:

الأمر الأول: أن فضائل الأعمال لا تثبت بالأحاديث الضعيفة.

والشيء الثاني: مجرد أن يقول العالم وبخاصة على رؤوس المنابر هذا حديث ضعيف يجوز العمل به في فضائل الأعمال ووجدت الناس كلهم يعملون به وسيكون لسان حالهم كلسان قائل غيرهم من أمثالنا ما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. مما سنه للناس لا يستطيع أعبد الناس أن يحيط به عملا فحسبنا ما صح عن الرسول عليه السلام ويكفينا منه القدر القليل الذي نحن نستطيع أن نقوم به والباقي يقوم به بعض الناس الآخرين أما أن نزيد على الناس سننا وآدابا وأورادا وأذكارا يثقل حمل الإسلام على الناس .. فهذا في الحقيقة من مفاسد نشر الأحاديث الضعيفة وبخاصة مقرونة مع هذه القاعدة المهلهلة العجيبة.

السائل: يقولون نحن نعمل بالحديث الضعيف لأنه تسبقه قاعدة, كقول الله تعالى {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} وهذا الحديث فيه الخير مع ما فيه من الضعف فهو مثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>