للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - مما سَنَّهُ للناس لا يستطيع أعبد الناس أن يحيط به عملًا فحسبنا ما صح عن الرسول عليه السلام ويكفينا منه الذي نحن نستطيع أن نقوم به والباقي يقوم به بعض الناس الآخرين، أما أن نزيد على الناس سننًا وآدابًا وأورادًا وأذكارًا نثقل حمل الإسلام على الناس وهو ميسر، فهذا في الحقيقة من مفاسد نشر الأحاديث الضعيفة وبخاصة مقرونة مع هذه القاعدة المهلهلة الهزيلة.

مداخلة: يضيفون على هذا، يقولون: نحن نعمل بالحديث الضعيف؛ لأنه قاعدة كقول الله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: ٧٧] وهذا الحديث يدعو إلى خير، مع ما فيه من ضعف؟

الشيخ: هذا كلام مردود، وبيانه سبق لكن يحتاج فيما يبدو تفصيلًا: أنا أضرب مثلًا لبيان خطأ هذا الكلام: لقد ثبت في السنة أن الميت حينما يوضع في قبره ويهال عليه التراب، من السنة أن يحثوا من كان هناك ثلاث حثيات، بعضهم صنف هذه الحثيات وضبطها بقوله تعالى في الحثية الأولى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: ٥٥] قيل لهم: هذا حديث ضعيف لم يصح، قال: يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، الآن نقول: من أين لك أن من فضائل الأعمال أنك في الحثية الأولى تقول: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ} [طه: ٥٥] في الثانية: {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} [طه: ٥٥] والثالثة: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: ٥٥] .. من أين لكم أن هذا من فضائل الأعمال؟ الحق والحق أقول: إنكم تثبتون فضائل أعمال بالأحاديث الضعيفة، فهذا لا يجوز في الإسلام.

(فتاوى جدة - ٦/ ٠٠: ٣٣: ١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>