ويدخلون إليه من أقرب باب يكون من صالحهم المادي، فنحن نعلم جيداً أن الجماعة غلبت عليهم الحياة المادية، والله عز وجل قد ذمهم منذ القديم، حين قال رب العالمين في القرآن الكريم:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم: ٧].
فإذاً: الذبح الشرعي كما نعلم بالتجربة يأخذ وقتاً طويلاً، هذا الوقت عندهم له ثمناً ثمن غالي جداً، ولذلك فهم يقتلون الحيوان الذي يراد أكله بأقرب طريقة، وليس بالطريقة الإسلامية لأن هذه تأخذ وقتاً بخلاف طريقتهم، قلت: الذين يذهبون إلى تلك البلاد يعرفون أن الأوروبيون لا يذبحون، وإنما يقتلون قتلاً.
أنا شخصياً لي تجربة بسيطة، قدر لي أني سافرت إلى بريطانيا وسافرت إلى أسبانيا، في بريطانيا زرنا بعض الإخوان المسلمين من الهنود كنا التقينا به في بعض العمرات في جدة، فتعرفنا عليه، ولما ذهبنا إلى لندن كان الرجل في استقبالنا جزاه الله خيراً، ونزلنا عنده وعرفنا أن مهنته الجزارة، وأن عنده مجزرة على الطريقة الإسلامية، وذهبنا وتفرجنا، ما هو الوقت الذي يأخذه الذبح على الطريقة الإسلامية مع الطريقة بالوسائل الميكانيكة المتيسرة اليوم في هذا الزمان، دخلنا إلى مكان فيه باحة وفيه فسحة، وفيه على اليمين مدخل يوصلنا إلى مرابض الغنم، فجاء الرجل أخرج القطيع من هذه الحضيرة هذه رأس بعد رأس، ثم يذهب إلى مكان بعيد قليل عن الحضيرة وهناك شخصان، أحدهما مختص بأن يأخذ الدابة ويغللها بيديه جيداً، والثاني يذبحها مع التسمية، ولا يكاد يبدأ الدم يسيل في مجرى منظم إلا وتعلق هذه الدابة بشناكل، ماذا تسمونها.
مداخلة: كُلَّاب.
الشيخ: كُلَّاب، إلا ويعلق هذا الحيوان بالكلاب فيدفعه دفعة هكذا، نفترض أن الذبح كان هنا، يدفعه هكذا نحو ثمانية أمتار، يمشي في سكة ثم يتحول لظهر الجدار، فذهبنا نتفرج، إلى أين وصل؟ وصل إلى شخص ينتظر الدابة أن تأتيه، إذا ما