ثم ساق الشيخ ثمانية أحاديث في فضل العمامة، وهي كلها ضعيفة كما ذكر الشيخ، ولكنها ضعيفة جداً، تدور جميعها على متروكين وكذابين، وبمثلهم لا ينهض دليل، فقد ذكر النووي في التقريب والسيوطي في شرحه وغيرهما من المحدثين أن الحديث الضعيف إنما يقوى بكثرة الطرق، إذا خلت من متروك أو متهم، وهذه الأحاديث ليست كذلك، وإليك البيان:
الحديث الأول:«اعتموا تزدادوا حلماً» رواه الطبراني عن أسامة بن عمير.
الحديث الثاني: مثل الأول بزيادة: «والعمائم تيجان العرب» رواه ابن عدي، والبيهقي عن أسامة.
الحديث الثالث:«العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين، يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نوراً» رواه البارودي عن ركانة.
قلت: وهذا ضعيف جداً.
وصرح بذلك الفقيه ابن حجر الهيتمي في كتابه أحكام اللباس «ق ٢٩/ ٢».
الحديث الرابع:«العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم» وفي رواية: «وضع الله عزهم» رواه الديلمي عن ابن عباس.
قلت: وسنده ضعيف جداً.
الحديث الخامس:«العمائم تيجان العرب، والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه» رواه القضاعي والديلمي عن علي رضي الله عنه.
قلت: وهو ضعيف جداً أيضاً.
الحديث السادس:«العمائم وقار المؤمن، وعز العرب، فإذا وضعت العرب عمائمها فقد خلعت عزها» رواه الديلمي.
الحديث السابع:«فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس» رواه أبو داود والترمذي عن ركانة.