الحديث الثامن:«عمم النبي - صلى الله عليه وسلم - علياً .. وقال: هذه ....... الملائكة» ذكره المناوي.
قلت: ولم أعثر على سنده في شيء من كتب السنة التي وقفت عليها ولا أورده صاحب الدعامة.
وجملة القول: أن هذه الاحاديث كلها ضعيفة جداً، ليس فيها ما يمكن أن يتقوى بالطرق الأخرى لوهائها وشدة ضعفها.
ثم إنني حين أقطع بضعف تلك الأحاديث لا أنسى أن أذكر أن لبسه - صلى الله عليه وسلم - للعمامة كعادة عربية معروفة قبله - صلى الله عليه وسلم - أمر ثابت في الأحاديث الصحيحة، لا يمكن لأحد إنكاره، فإذا انضم إلى ما ذكره فضيلة الشيخ الحامد من أن الإسلام يحب تكوين أهله تكويناً خاصاً يصونهم عن أن يختلطوا بغيرهم في الهيئات الظاهرة ... إلى آخر كلامه الطيب الذي فصل القول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء، فإن النتيجة ألتقي مع فضيلته في الحض على العمامة، ولكن لا أراها أمراً لازماً لزوم اللحية التي ثبت الأمر بها في الأحاديث الصحيحة، فإني لا أرى الإلحاح في العمامة كثيراً بخلاف اللحية، وأنكر أشد الإنكار اهتمام بعض المدارس الشرعية بالعمامة أكثر من اللحية، بحيث يأمرون الطلاب بالأولى دون الأخرى أو أكثر منها، ويسكتون عن الطلاب الذين يحلقون لحاهم دون الذين يضعون عمائمهم، فإن ذلك قلباً للحكم الشرعي كما لا يخفى.
وختاماً أسأل الله تبارك بأسمائه الحسنة أن يوفقنا للعمل بما علمنا، وسلامي إلى فضيلة الشيخ الحامد ورحمة الله وبركاته.