للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تقولوا ابن الله، ما أظن عالماً يقول بهذا القول، وإن كان شاعرهم قد وقع في هذا السوء من الفهم، حينما قال:

دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحاً ...

يعني: هذا المدح ليس له حدود بس ابعد عن قول النصارى ابن الله، هذا هو الغلو في الدين الذي نهى الرسول عليه السلام في ذاك الحديث ونهى رب العالمين النصارى أن يغالوا في دينهم.

فصدق في بعض المسلمين قوله عليه الصلاة والسلام: «لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لوا دخلوا جحر ضَبٍّ لدخلتموه» وجاء في بعض روايات «سنن الترمذي» وغيره عبارة رهيبة جداً قال عليه الصلاة والسلام: «حتى ولوا كان فيهم من يأتي أُمّه على قارعة الطريق، لكان منكم من يأتي ذلك».

ويا سبحان الله! هذا الحديث يكاد ينطبق بحرفيته على تقليد المسلمين أو على الأقل بعض المسلمين لهؤلاء الكفار من النصارى وغيرهم الشاهد نعود إلى ما أشرت إليه من باب سد الذرائع الذي نقطع به أن النصارى ما وقعوا في الشرك الأكبر في قولهم عيسى ابن الله طفرة وقفزة واحدة؛ لأن سنة الله في خلقة أن الشر لا يأتي إلا رويداً رويداً، هكذا الشيطان يزين لعدوه الإنسان أن يصل إلى الشرك الأكبر، بتقديم خطوات لطيفة جداً ناعمة لا يتنبه لها عدوه الإنسان إلا بعد أن يقع على أُمِّ رأسه في الشرك، وفي الشرك الذي أوقعه فيه الشيطان الرجيم؛ لذلك قال بعض الشعراء في بعض العصور:

أرى خلل الرماد وميض نار ... ويوشك أن يكون لها ضرامُ

فإن النار من العودين تُذْكى ... وإن الحرب أَوَّلها الكلام

وما معظم الشرر ومعظم إيش؟

السائل: ومعظم النار من مستصغر الشرر.

الشيخ: ومعظم النار من مستصغر الشرر، أي نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>