للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدنه الأعلى؛ للحديث السابق في البخاري: «لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء».

وللحديث الآخر ذكرته آنفاً وهو في «سنن أبي داود» من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له إزار ورداء، فليتزر وليرتد؛ فإن الله أحق أن يُتَزَيَّن له».

نأخذ من هذا الحديث والذي قبله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وَسَّع في دلالة قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١]؛ لأن سبب النزول يَحْصِر دلالة الآية على ستر العورة؛ لأنهم كما ذكرنا كانوا يطوفون عراة، حتى النساء، حتى كانت إحداهن إذا طافت هكذا عاريةً تقول معتذرةً وما أقبحه من اعتذار، ولكن ليس بعد الكفر ذنب كما يقال.

كانت تقول وهي تطوف عاريةً:

اليوم يبدو بعضه أو كُلُّه ... فما بدا منه فلا أُحِلُّه

هذا خطاب لمن؟ لأهل الجاهلية، فهل لاينظرون صحيح؟

هذا من تسويل الشيطان لبني الإنسان الذي لا يحتمي بحمى الرحمن بشريعة الإسلام، لقد زَيّن لهم الشيطان تقبيح الطواف بالثياب، وقال لهم ونقله بعضهم إلى بعض: «نحن لا نطوف بثياب عصينا الله فيها».

هكذا زَيَّن لهم الشيطان، لكنهم يطوفون بقلوب عصوا الله فيها، وذلك أقبح وأقبح.

فأنزل الله عز وجل هذه الآية بخصوص هذا الطواف مكشوف العورة؛ {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١]، فَوَسَّع النبي - صلى الله عليه وسلم - دلالة الآية، فأدخل فيها كل زينة مشروعة، فقال: «ليُصَلِّ أحدكم في ثوبه، في ردائه وفي إزاره» وعلل ذلك بقوله عليه السلام: «فإن الله أحق أن يُتَزَيّن له».

لا ينبغي إذاً: أن يتساهل المصلون إذا قاموا إلى الصلاة في الأيام العادية ...

لا ينبغي للمصلين أن يدخلوا في صلاتهم بثياب البُذْلة، بثياب بيتهم ..

<<  <  ج: ص:  >  >>