للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مبدأ أن الغاية لا تُبرر الوسيلة في الإسلام، خلافاً للكفار الذين يقولون إما بلسان حالهم أو بلسان قالهم، ولسان الحال أنطق من لسان المقال في كثير من الأحوال، هؤلاء الكفار يقولون: الغاية تُبَرّر الوسيلة.

ولذلك كما ترون في هذه الحياة في هذا العصر وغيره يستحلون ما لا تُجيزه ديانة من الديانات بعد الإسلام على عُجَرها وبُجَرِها، لماذا؟ لأن الغاية تُبرّر الوسيلة، ولسنا بحاجة أن نسمع من الكفار التصريح بهذا الذي ينطق به لسان الحال الغاية تبرر الوسيلة، لا نطمع أن نسمع مثل هذه الكلمة من هؤلاء الكفار لأنهم كما تعلمون هم أهل سياسة، ولذلك فهم يعملون بخلاف ما يُعَبِّرون وما يقولون، لكننا نريد لإخواننا المسلمين جميعاً، من كان منهم متفقهاً أو غير متفقه عالماً أو غير عالم، أن لا يُقَلّد الكفار في نُظُمهم ومناهجهم وطريق سلوكهم في حياتهم، ومن ذلك الغاية تُبَرّر الوسيلة، لذلك أنت حينما يقولون يا أخي هذا الميت سيموت! طب ننقذه على حساب كلية من هذا الحي الغاية تبرر الوسيلة! لا هذا ملكه ولا يجوز له أن يتصرف.

هنا يرد سؤال ويُعرف الجواب مما سبق، لكن فيه تقوية للوضع أنه ولو كان الميت كتب وصية أنه أنا أسمح للاستفادة من كلوة أو كلوتين من عين أو عينتين أو ما شابه ذلك، نقول نحن هذه وصية باطلة؛ لأن هذا الميت ليس له حق التصرف بعد موته، خلاص انتقل من هذه الحياة إلى الحياة البرزخية، فهو سينتقل على عُجَرِه وبُجَرِه، وليس له أن يتصرف في بدنه على خلاف ما كان يجوز له أن يتصرف في حياته.

مداخلة: التبرع بالدم ليس كذلك؟

الشيخ: ليس كذلك؛ لأن في هذا الدم ليس فيه شيء من التمثيل، لكن الشرط السابق وارد بمعنى أنا أقول لك عن نفسي ولعل في ذلك عبرة .. التبرُّع يكون من إنسان عنده دم زائد، وعنده قوة ونشاط بحيث أنه يُعَوّضه بما يأكل من طعام

<<  <  ج: ص:  >  >>