للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَقْتَضِي وُجُوبَ الْحَلْقِ عَلَيْهِ (١) . كَمَا أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْحَلْقَ أَفْضَل مِنَ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ الرَّجُل، لأَِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُول اللَّهِ. قَال: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُول اللَّهِ. قَال: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ وَالْمُقَصِّرِينَ (٢) .

فَقَدْ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاَثًا وَلِلْمُقَصِّرِينَ مُرَّةً، وَلأَِنَّ ذِكْرَ الْمُحَلِّقِينَ فِي الْقُرْآنِ قَبْل الْمُقَصِّرِينَ، وَلأَِنَّ الْحَلْقَ أَكْمَل فِي قَضَاءِ التَّفَثِ، وَفِي التَّقْصِيرِ بَعْضُ تَقْصِيرٍ فَأَشْبَهَ الاِغْتِسَال مَعَ الْوُضُوءِ (٣) .

وَأَمَّا النِّسَاءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ الْحَلْقُ بِالإِْجْمَاعِ وَإِنَّمَا عَلَيْهِنَّ التَّقْصِيرُ (٤) كَمَا تَقَدَّمَ.


(١) المغني ٣ / ٣٣٤ وحلق متعذر التقصير لقلته أو ذي تلبيد أو ضفر أو عقص متعين. بهذا قال المالكية وأحمد وعزاه ابن قدامة أيضا إلى النخعي والشافعي وإسحاق. (حاشية العدوي على شرح الرسالة ١ / ٤٧٩ والشرح الصغير مع حاشية الصاوي عليه ٢ / ٥٩ والمغني ٣ / ٤٣٥) .
(٢) حديث: " اللهم ارحم المحلقين. . . " أخرجه البخاري (الفتح ٣ / ٥٦١ - ط السلفية) من حديث أبي هريرة.
(٣) المغني ٣ / ٤٣٥، والمجموع ٨ / ١٩٩، ٢٠٩، وروضة الطالبين ٣ / ١٠١ وبدائع الصنائع ٢ / ١٤٠، والجوهر النيرة ١ / ١٩٥ وحاشية العدوي على شرح الرسالة ١ / ٤٧٩.
(٤) المجموع ٨ / ٢١٠، وبدائع الصنائع ٢ / ١٤١ والمغني لابن قدامة ٣ / ٤٣٩ والشرح الصغير ٢ / ٦٠.