للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّجَاسَةِ وَرَائِحَتُهَا، وَلأَِنَّ بَقَاءَهُمَا دَلِيلٌ عَلَى بَقَاءِ النَّجَاسَةِ، فَإِنْ كَانَتْ مِمَّا لاَ يَزُول لَوْنُهَا إِلاَّ بِمَشَقَّةٍ سَقَطَ عَنْهُ إِزَالَتُهَا كَالثَّوْبِ، وَكَذَا الْحُكْمُ فِي الرَّائِحَةِ (١) .

وَيَقُول الْحَنَفِيَّةُ: إِذَا أَصَابَتِ النَّجَاسَةُ أَرْضًا رَخْوَةً فَيُصَبُّ عَلَيْهَا الْمَاءُ فَتَطْهُرُ، لأَِنَّهَا تُنَشِّفُ الْمَاءَ، فَيَطْهُرُ وَجْهُ الأَْرْضِ، وَإِنْ كَانَتْ صُلْبَةً يُصَبُّ الْمَاءُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تُكْبَسُ الْحَفِيرَةُ الَّتِي اجْتَمَعَ فِيهَا الْغُسَالَةُ (٢) .

وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ (أَرْض ف ٣) .

مَا تَطْهُرُ بِهِ الأَْرْضُ سِوَى الْمِيَاهِ:

٢١ - ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ عَدَا زُفَرَ إِلَى أَنَّ الأَْرْضَ إِذَا أَصَابَهَا نَجِسٌ، فَجَفَّتْ بِالشَّمْسِ أَوِ الْهَوَاءِ أَوْ غَيْرِهِمَا وَذَهَبَ أَثَرُهُ طَهُرَتْ وَجَازَتِ الصَّلاَةُ عَلَيْهَا، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا أَرْضٍ جَفَّتْ فَقَدْ ذَكَتْ (٣) .


(١) المغني لابن قدامة مع الشرح ١ / ٧٣٧، ٧٣٨، ٧٣٩ ط. دار الكتاب العربي من دار الريان للتراث، والمهذب في فقه الإمام الشافعي ١ / ٥٦، روضة الطالبين ١ / ٢٩ المكتب الإسلامي، أسهل المدارك شرح إرشاد السالك للكشناوي ١ / ٣٤ دار الفكر، جواهر الإكليل ١ / ٥ - ٦، الشرح الكبير١ / ٣٣ - ٣٤.
(٢) الاختيار شرح المختار ١ / ٣٢ - ٣٣ ط. مصطفى الحلبي ١٩٣٦م.
(٣) حديث: " أيما أرض جفت فقد ذكت ". أورده الزيلعي في نصب الراية (١ / ٢١١) بلفظ: " ذكاة الأرض يبسها " وقال: غريب، يعني أنه لا أصل له مرفوعا، ثم ذكر أن ابن أبي شيبة أخرجه بهذا اللفظ موقوفًا على أبي جعفر محمد بن علي.