للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهُ عَلَى أَهْلِهَا يَأْخُذُ حُكْمَهَا بِالْقِيَاسِ عَلَيْهَا بِجَامِعِ أَنَّ كُلًّا مِنْهَا مَوْجُودٌ فِي أَرْضٍ نَزَل الْعَذَابُ بِأَهْلِهَا.

أَمَّا الْحَنَابِلَةُ فَقَدْ أَبْقَوْا مَا وَرَاءَ أَرْضِ ثَمُودَ عَلَى الْقَوْل بِطَهَارَتِهَا، وَحَمَلُوا النَّهْيَ عَلَى الْكَرَاهَةِ، وَكَذَلِكَ حَكَمُوا بِالْكَرَاهَةِ عَلَى الآْبَارِ الْمَوْجُودَةِ بِالْمَقَابِرِ، وَالآْبَارِ فِي الأَْرْضِ الْمَغْصُوبَةِ، وَالَّتِي حُفِرَتْ بِمَالٍ مَغْصُوبٍ. (١)

الْبِئْرُ الَّتِي خُصَّتْ بِالْفَضْل:

٣٣ - بِئْرُ زَمْزَمَ بِمَكَّةَ (٢) لَهَا مَكَانَةٌ إِسْلاَمِيَّةٌ. رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ قَال: خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الأَْرْضِ زَمْزَمُ. (٣) وَعَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ قَال: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، إِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِقَطْعِ ظَمَئِكَ قَطَعَهُ اللَّهُ. (٤)

وَلِلشُّرْبِ مِنْهُ وَاسْتِعْمَالِهِ آدَابٌ نَصَّ عَلَيْهَا الْفُقَهَاءُ. فَقَالُوا: إِنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِشَارِبِهِ أَنْ يَسْتَقْبِل


(١) انظر تفصيل ذلك في كتب المذاهب: حاشية ابن عابدين ٩٤ / ١ ط بولاق سنة ١٣٢٣ هـ، وحاشية الصاوي على الشرح الصغير على أقرب المالك ١ / ٢٩ ط دار المعارف، وحاشية الدسوقي ١ / ٣٤، وحاشية العدوي عل كفاية الطالب ١ / ١٢٨ط الحلبي، والغرر البهية شرح البهجة الوردية مع حاشية الشرببني ١ / ٢٨ ط الميمنة، وحواشي القليوبي وعميرة ١ / ٢٠. وكشاف القناع ١ / ١٨، ٢٠، ٢١ ط أنصار السنة ١٣٦٦ هـ، وحاشية الشرواني على تحفة المحتاج لابن حجر ١ / ٧٩ ط أولى.
(٢) بئر زمزم غرزها ستون ذراعا، وفي مقرها ثلاث عيون، ولها عدة أسماء ذكرها الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤٧، ٢٥١ ط عيسى الحلبي.
(٣) حديث: " خير ماء. . . " سبق تخريجه قريبا.
(٤) حديث: " ماء زمزم. . .، رواه الدارقطني والحاكم، وروي بمدة روايات باجتماعها يصلح للاحتجاج به. (سنن الدارقطنى ٢ / ٢٨٩ ط الفنية، والمقاصد الحسنة / ٣٥٧ ط دار الأدب العربي)