للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عِوَضَانِ مِنْ جِنْسٍ عَنْ تَفَاوُتٍ مَا، فَلَمْ يُعْتَبَرْ.

فَبَيْعُ الرِّبَوِيِّ بِجِنْسِهِ عِنْدَ التَّسَاوِي فِي الْوَزْنِ أَوِ الْكَيْل، وَالتَّفَاضُل فِي النَّوْعِ وَالصِّفَةِ كَالْمَصُوغِ بِالتِّبْرِ، وَالْجَيِّدِ بِالرَّدِيءِ جَائِزٌ، وَهَذَا قَوْل أَكْثَرِ أَهْل الْعِلْمِ. وَاحْتَجُّوا بِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَيِّدُهَا وَرَدِيئُهَا سَوَاءٌ (١) وَهُنَاكَ خِلاَفٌ وَتَفْصِيلٌ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ عِنْدَ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ (٢) وَيُنْظَرُ ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ: (رِبًا) .

إِظْهَارُ جَوْدَةِ مَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ:

٣ - لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي حُصُول الْغِشِّ وَالتَّدْلِيسِ بِإِظْهَارِ جَوْدَةِ مَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ، إِلاَّ أَنَّهُمْ اخْتَلَفُوا فِي تَطْبِيقَاتِ هَذَا الْمَبْدَأِ. فَالشَّيْءُ الْوَاحِدُ يَعْتَبِرُهُ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ غِشًّا وَلاَ يَعْتَبِرُهُ كَذَلِكَ بَعْضٌ آخَرُ.

وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْغِشِّ بِإِظْهَارِ جَوْدَةِ مَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ:


(١) حديث: " جيدها ورديئها سواء " ذكره الزيلعي في نصب الراية (٤ / ٣٧ - ط المجلس العلمي) وقال: " غريب " ومعناه يؤخذ من إطلاق حديث أبي سعيد وهو: " الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، يدا أخرجه مسلم (٣ / ١٢١١ ط الحلبي) .
(٢) بدائع الصنائع ٥ / ١٨٩، والجوهرة النيرة ١ / ٢٥٩، نشر مكتبة إمدادية ملتان، وفتح القدير ٦ / ١٥١، نشر دار إحياء التراث العربي، والمجموع ١٠ / ٨٣، وروضة الطالبين ٣ / ٣٨٤، والمغني ٤ / ١٠ ط الرياض، والقوانين الفقهية ص ٢٥١ نشر دار الكتاب العربي.