للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا ضَرَبَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ كَهَرَنِي ثُمَّ قَال: إِنَّ صَلاَتَنَا هَذِهِ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ الآْدَمِيِّينَ، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ (١) هَذَا قَوْل الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، وَإِِنْ كَانَ تَعْبِيرُ الْحَنَفِيَّةِ بِالْفَسَادِ وَتَعْبِيرُ غَيْرِهِمْ بِالْبُطْلاَنِ، إِلاَّ أَنَّ الْبُطْلاَنَ وَالْفَسَادَ فِي ذَلِكَ بِمَعْنًى. (٢)

فَإِِنْ عَطَسَ هُوَ فِي صَلاَتِهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَشَمَّتَ نَفْسَهُ فِي نَفْسِهِ دُونَ أَنْ يُحَرِّكَ بِذَلِكَ لِسَانَهُ بِأَنْ قَال: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا نَفْسِي لاَ تَفْسُدُ صَلاَتُهُ؛ لأَِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ خِطَابًا لِغَيْرِهِ لَمْ يُعْتَبَرْ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ كَمَا إِِذَا قَال: يَرْحَمُنِي اللَّهُ. قَال بِهِ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ الْمَالِكِيَّةُ.

تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ فَوْقَ ثَلاَثٍ:

١١ - مَنْ تَكَرَّرَ عُطَاسُهُ فَزَادَ عَلَى الثَّلاَثِ فَإِِنَّهُ لاَ يُشَمَّتُ فِيمَا زَادَ عَنْهَا؛ إِذْ هُوَ بِمَا زَادَ عَنْهَا


(١) حديث: " إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء. . " أخرجه مسلم (١ / ٣٨١ - ٣٨٢ - ط الحلبي) من حديث معاوية بن الحكم.
(٢) ابن عابدين ١ / ٤١٦ - ٤١٧، وفتح القدير ١ / ٣٤٧ ط دار إحياء التراث العربي، والشرح الصغير ٤ / ٧٦٤، وكفاية الطالب شرح الرسالة للقيرواني ٢ / ٣٩٩، ومواهب الجليل لشرح مختصر خليل ٢ / ٣٣ مكتبة النجاح ليبيا، والمهذب في فقه الإمام الشافعي ١ / ٩٤، وروضة الطالبين ١ / ٢٩٢، وكشاف القناع عن متن الإقناع ١ / ٣٧٨ ط النصر الحديثة.