للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب - الْجُنُونُ:

٣ - الْجُنُونُ كَمَا عَرَّفَهُ الشُّرُنْبُلاَلِيُّ: مَرَضٌ يُزِيل الْعَقْل وَيَزِيدُ الْقُوَى. (١) وَهُوَ فِي الْجُمْلَةِ مِمَّا يُسْقِطُ التَّكْلِيفَ وَيُبْطِل أَهْلِيَّةَ الأَْدَاءِ.

الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ وَمَوَاطِنُ الْبَحْثِ:

٤ - لِلْمُبَرْسَمِ أَحْكَامٌ تَتَعَلَّقُ بِهِ، فَعُقُودُهُ غَيْرُ مُعْتَبَرَةٍ فِي حَال إِصَابَتِهِ بِالْبِرْسَامِ، وَإِقْرَارُهُ غَيْرُ صَحِيحٍ، وَتَصَرُّفَاتُهُ الْقَوْلِيَّةُ غَيْرُ مُعْتَبَرَةٍ شَرْعًا، مِثْلُهُ فِي ذَلِكَ مِثْل الْمَجْنُونِ.

أَمَّا تَصَرُّفَاتُهُ الْفِعْلِيَّةُ فِي وَقْتِ إِصَابَتِهِ فَإِنَّهُ لاَ إِثْمَ عَلَيْهِ فِيهَا، وَلَكِنْ إِذَا تَرَتَّبَ عَلَى فِعْلِهِ إِتْلاَفُ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ يَجِبُ الضَّمَانُ فِي مَالِهِ، وَعَلَيْهِ دِيَتُهُ، أَوْ قِيمَةُ التَّعْوِيضِ مِنْ مَالِهِ.

وَتَفْصِيل ذَلِكَ تَنَاوَلَهُ الْفُقَهَاءُ عِنْدَ الْكَلاَمِ عَنِ الإِْتْلاَفِ وَنَحْوِهِ، وَالأُْصُولِيُّونَ فِي الأَْهْلِيَّةِ وَعَوَارِضِهَا. (٢)


(١) مراقي الفلاح ص ٥٠، وانظر الصحاح، ولسان العرب مادة: " جنن ".
(٢) ابن عابدين ٢ / ٤٢٦ـ ٤٢٧، وفتح القدير ٣ / ٣٤٣، ٧ / ٣٠١، والفتاوى الهندية ٤ / ١٧٠، والفتاوى البزازية بهامش ذات الصحفة، وجواهر الإكليل٢ / ١٣٤ـ ١٣٥، والشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي عليه ٣ / ٤٠٤، والخرشي على مختصر سيدي خليل ٤ / ٣٣، والتاج والإكليل للمواق ٤ / ٤٣ ط النجاح، وقليوبي وعميرة ٣ / ٣٣١، وشرح روض الطالب من أسنى المطالب ٢ / ٢٩٩، ٣ / ٢٨٠، والمقنع ٣ / ٧٢٤، والمغني لابن قدامة ٥ / ١٤٩ـ ١٥٠، ٧ / ١١٣ـ ١١٤ ط الرياض الحديثة.