للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (١) فَقَدْ تَعَلَّقَ بِالْقَذْفِ - إِذَا لَمْ يَأْتِ الْقَاذِفُ بِبَيِّنَةٍ - ثَلاَثَةُ أَحْكَامٍ: الْحَدُّ، وَرَدُّ الشَّهَادَةِ، وَالتَّفْسِيقُ، تَغْلِيظًا لِشَأْنِ الْقَذْفِ، وَقُوَّةً فِي الرَّدْعِ عَنْهُ. (٢)

وَفِي قَبُول شَهَادَةِ الْفَاسِقِ بَعْدَ التَّوْبَةِ، وَشُرُوطِ تَوْبَتِهِ، تَفْصِيلٌ يُنْظَرُ فِي مُصْطَلَحَاتِ (تَوْبَةٌ، شَهَادَةٌ، فِسْقٌ، وَقَذْفٌ) .

تَفْسِيقُ مُرْتَكِبِ الْكَبَائِرِ:

٥ - لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي تَفْسِيقِ مُرْتَكِبِ الْكَبَائِرِ كَالزَّانِي، وَاللاَّئِطِ، وَالْقَاتِل، وَنَحْوِهِمْ، لأَِنَّ تَفْسِيقَ الْقَاذِفِ وَرَدَّ شَهَادَتِهِ ثَبَتَ بِنَصِّ الْقُرْآنِ فَيُقَاسُ عَلَيْهِ كُل مُرْتَكِبِ كَبِيرَةٍ. (٣)

أَمَّا الصَّغَائِرُ فَلاَ يُفَسَّقُ بِهَا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} . (٤)


(١) سورة النور / ٤.
(٢) إعلام الموقعين ١ / ١٢٢، ط دار الجيل، وأحكام القرآن للهراس٤ / ٢٧١ ط دار الكتب الحديثة، والمغني لابن قدامة ٩ / ١٩٧ ط الرياض، وأحكام القرآن لابن العربي ٣ / ١٣٢٤ ط عيسى الحلبي، والمنتقى ٥ / ٢٠٧ نشر دار الكتاب العربي، وأحكام القرآن للجصاص ٣ / ٢٧١ نشر دار الكتاب العربي، وروضة الطالبين ١١ / ٢٩٩.
(٣) روضة الطالبين١١ / ٢٢٥، والبناية شرح الهداية ٧ / ١٧٦ط دار الفكر، ومطالب أولي النهى ٦ / ٦١٢، وكشاف القناع٦ / ٤١٩، ٤٢٠، والمغني ٩ / ١٦٥، والشرح الصغير ٤ / ٢٤٠.
(٤) سورة النجم / ٣٢.