للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التَّحَدُّثِ بِهَا، وَكَذَلِكَ كِتْمَانُهَا بِحَيْثُ لاَ يَرَاهَا النَّاسُ لِحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ (١) .

وَقَيَّدَ الْحَلِيمِيُّ هَذَا بِأَنْ لاَ يَكُونَ فِيهِ احْتِيَاطٌ لِنَفْسِهِ.

وَمِنْهَا: التَّعَالِي بِهَا عَلَى سَائِرِ عِبَادِ اللَّهِ وَالزَّهْوُ وَالْمُكَاثَرَةُ وَالْبَغْيُ وَالْمُفَاخَرَةُ.

وَمِنْهَا: اسْتِعْمَالُهَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْعُ الْحُقُوقِ الشَّرْعِيَّةِ الْوَاجِبَةِ فِيهَا (٢) .

الشُّكْرُ عِنْدَ تَجَدُّدِ النِّعَمِ:

١٢ - يُسْتَحَبُّ تَجْدِيدُ الشُّكْرِ عِنْدَ تَجَدُّدِ النِّعَمِ لَفْظًا بِالْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ، لِمَا فِي الْحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُل الأَْكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا (٣) وَفِيهِ الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ (٤) .

وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَّةِ اسْتِحْبَابُ أَذْكَارٍ بِصِيَغٍ


(١) حديث: " أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " أخرجه الترمذي (٥ / ١٢٤ - ط. الحلبي) من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: " حديث حسن ".
(٢) المنهاج في شعب الإيمان ٢ / ٥٤٦ - ٥٤٧، وإحياء علوم الدين ٤ / ٨٧، ١٢٠.
(٣) حديث: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة. . . . " أخرجه مسلم (٤ / ٢٩٠٥ - ط الحلبي) من حديث أنس بن مالك.
(٤) حديث: " الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ". أخرجه الترمذي (٤ / ٦٥٣ - ط. الحلبي) من حديث أبي هريرة، وقال: " حديث حسن غريب ".