للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} (١) وَلأَِنَّ الْعَبْدَ مَنْقُوصٌ بِالرِّقِّ فَلاَ يُكَافِئُ الْحُرَّ.

وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّ الْحُرَّ يُقْتَل بِالْعَبْدِ - إِلاَّ عَبْدَ نَفْسِهِ فَلاَ يُقْتَل بِهِ، وَكَذَا عَبْدُ وَلَدِهِ - لِعُمُومِ آيَاتِ الْقِصَاصِ نَحْوِ قَوْله تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} (٢) وَقَوْلِهِ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (٣) ، وَلِعُمُومِ الأَْحَادِيثِ نَحْوِ قَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ (٤) . وَقَوْلِهِ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ (٥) .

وَنَقَل ابْنُ رُشْدٍ أَنَّ النَّخَعِيَّ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْحُرَّ يُقْتَل بِعَبْدِ نَفْسِهِ وَعَبْدِ غَيْرِهِ لِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَتَل عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ (٦) .


(١) سورة البقرة / ١٧٨.
(٢) سورة البقرة / ١٧٨.
(٣) سورة المائدة / ٤٥.
(٤) حديث: " المسلمون تتكافأ دماؤهم ". أخرجه أحمد (٢ / ١٩٢ - ط الميمنية) من حديث عبد الله بن عمر، وإسناده حسن.
(٥) حديث: " النفس بالنفس ". أخرجه البخاري (الفتح ١٢ / ٢٠١ - ط السلفية) من حديث ابن مسعود.
(٦) المغني ٧ / ٦٥٨، ٦٥٩، والزرقاني ٨ / ٣، وجواهر الإكليل ٢ / ٢٧٢، وبداية المجتهد ٢ / ٣٦٤، ٣٧٢، وحاشية ابن عابدين ٥ / ٣٤٣، ٣٤٤. وحديث: " من قتل عبده قتلناه ". أخرجه الترمذي (٤ / ٢٦ - ط الحلبي) من حديث الحسن عن سمرة، وقال ابن حجر: " الحسن مختلف في سماعه من سمرة "، كذا في التلخيص (٣ / ٥٣ - ط شركة الطباعة الفنية) .