للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عِنْدَ جَمِيعِ الْفُقَهَاءِ، وَفِي قَوْلٍ لِلْحَنَفِيَّةِ: إِنَّهَا وَاجِبَةٌ.

أَمَّا الصَّلاَةُ لِخُسُوفِ الْقَمَرِ فَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ، وَهِيَ حَسَنَةٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ، وَمَنْدُوبَةٌ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ.

وَالأَْصْل فِي ذَلِكَ الأَْخْبَارُ الصَّحِيحَةُ: كَخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ، وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ (١) وَلأَِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَّهَا لِكُسُوفِ الشَّمْسِ (٢) كَمَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَلِكُسُوفِ الْقَمَرِ (٣) كَمَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِهِ الثِّقَاتِ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:

أَنَّهُ صَلَّى بِأَهْل الْبَصْرَةِ فِي خُسُوفِ الْقَمَرِ رَكْعَتَيْنِ وَقَال: إِنَّمَا صَلَّيْتُ لأَِنِّي رَأَيْتُ رَسُول


(١) حديث: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله. . ". أخرجه البخاري (الفتح ٢ / ٥٤٦ - ط السلفية) ومسلم (٢ / ٦٣٠ - ط الحلبي) من حديث المغيرة بن شعبة واللفظ للبخاري.
(٢) حديث: " أنه صلاها لكسوف الشمس. . . ". أخرجه البخاري (الفتح ٢ / ٥٢٩ - ط السلفية) ومسلم (٢ / ٦١٨ - ط. الحلبي) من حديث عائشة.
(٣) حديث: " أنه صلى لكسوف القمر. . . ". أورده ابن حبان في الثقات (١ / ٢٦١ - ط دائرة المعارف العثمانية) دون إسناد، أشار ابن حجر في الفتح (٢ / ٥٤٨ - ط. السلفية) إلى التشكيك بصحته.