للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَبِدُونِ شَهْوَةٍ بِطَرِيقِ الأَْوْلَى (١) ، وَالأَْصْل فِيهِ قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (٢) وَمَا وَرَدَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَال: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ: عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَال: احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ. (٣)

لَكِنَّ الشَّافِعِيَّةَ وَالْحَنَابِلَةَ قَالُوا: يُكْرَهُ نَظَرُ كُلٍّ مِنْهُمَا إِلَى فَرْجِ الآْخَرِ، وَنَصَّ الشَّافِعِيَّةُ عَلَى أَنَّ النَّظَرَ إِلَى بَاطِنِ الْفَرْجِ أَشَدُّ كَرَاهَةً (٤) .

وَقَال الْحَنَفِيَّةُ: مِنَ الأَْدَبِ أَنْ يَغُضَّ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ النَّظَرَ عَنْ فَرْجِ صَاحِبِهِ (٥) ، وَاسْتَدَلُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلاَ يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْنِ (٦)


(١) بدائع الصنائع ٦ / ٢٩٥٥، تبيين الحقائق ٦ / ١٨، والدسوقي ٢ / ٢١٥.
(٢) سورة المؤمنون / ٥، ٦.
(٣) حديث: " احفظ عورتك إلا من زوجتك. . . ". أخرجه الترمذي (٥ / ١١٠) وقال: حديث حسن.
(٤) مغني المحتاج ٣ / ١٣٤، والمغني ٧ / ١٠٠، ١٠١.
(٥) تبيين الحقائق ٦ / ١٩.
(٦) حديث: " إذا أتى أحدكم أهله فليستتر. . . ". أخرجه ابن ماجه (١ / ٦١٩) وضعف إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة (١ / ٣٣٧) .