للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزِّيَادَةُ عَلَى الْحَدِّ الْمَحْدُودِ، (١) وَبِذَلِكَ قَال الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ. (٢)

لَكِنَّ الْحَنَفِيَّةَ ذَكَرُوهَا فِي آدَابِ الْوُضُوءِ، قَال الْحَصْكَفِيُّ: وَمِنَ الآْدَابِ إِطَالَةُ غُرَّتِهِ وَتَحْجِيلِهِ. (٣)

وَهِيَ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ مِنْ سُنَنِ الْوُضُوءِ، وَاسْتَدَلُّوا عَلَى سُنِّيَّتِهَا بِحَدِيثِ الشَّيْخَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيل غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَل (٤) وَإِطَالَةُ التَّحْجِيل غُسْلٌ فَوْقَ الْوَاجِبِ مِنَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ. (٥)

أَمَّا الْحَنَابِلَةُ فَقَدِ اعْتَبَرُوا الزِّيَادَةَ فِي غَسْل الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ مِنَ الْمُسْتَحَبَّاتِ فِي الْوُضُوءِ. (٦)

وَلاَ يُنْدَبُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ إِطَالَةُ الْغُرَّةِ، بَل تُكْرَهُ عِنْدَهُمْ، وَاعْتَبَرُوهَا مِنَ الْغُلُوِّ فِي الدِّينِ. (٧)

وَتَفْصِيل الْمَوْضُوعِ فِي (وُضُوء) .


(١) حاشية ابن عابدين ١ / ٨٨ نقلاً عن البحر.
(٢) ابن عابدين ١ / ٨٨، وحاشية القليوبي ١ / ٥٥، والمغني لابن قدامة ١ / ١٠٤، ١٠٥.
(٣) ابن عابدين وبهامشه الدر المختار ١ / ٨٨.
(٤) حديث: " إن أمتي يأتون يوم القيامة. . . ". أخرجه مسلم (١ / ٢١٦) من حديث أبي هريرة.
(٥) شرح المحلي على المنهاج بهامش القليوبي ١ / ٥٥.
(٦) المغني لابن قدامة ١ / ١٠٤، ١٠٥.
(٧) جواهر الإكليل ١ / ١٧.