للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأَِحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ (١) ". وَقَال الْقُرْطُبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ: إِنَّهُ لاَ يَجُوزُ لَعْنُ مَنْ أُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ لأَِنَّ الْحَدَّ قَدْ كَفَّرَ عَنْهُ الذَّنْبَ، وَمَنْ لَمْ يُقَمْ عَلَيْهِ الْحَدُّ فَيَجُوزُ لَعْنُهُ سَوَاءٌ سُمِّيَ أَوْ عُيِّنَ أَمْ لاَ، لأَِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَلْعَنُ إِلاَّ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ مَا دَامَ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ الْمُوجِبَةِ لِلَّعْنِ، فَإِذَا تَابَ مِنْهَا وَأَقْلَعَ وَطَهَّرَهُ الْحَدُّ فَلاَ لَعْنَةَ تَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ (٢) .

٤ - وَيَجُوزُ لَعْنُ غَيْرِ الْمُعَيَّنِينَ مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُسْلِمِينَ الْعُصَاةِ لِمَا وَرَدَ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ (٣) ، وَلَعَنَ آكِل الرِّبَا (٤) ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرَ (٥) ، وَقَال: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَْرْضِ (٦) ، وَلَعَنَ رَعْلاً وَذَكْوَانًا وَعَصِيَّةَ (٧) ، وَهَذِهِ الثَّلاَثَةُ قَبَائِل


(١) حديث: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري ٩ / ٢٢٦) من حديث أبي هريرة.
(٢) القرطبي ٢ / ١٨٩، وفتح الباري ١٢ / ٧٦.
(٣) حديث: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة ". أخرجه البخاري (فتح الباري ١٠ / ٣٧٤) ومسلم (٣ / ١٦٧٦) من حديث أسماء بنت أبي بكر.
(٤) حديث: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا ". أخرجه مسلم (٣ / ١٢١٩) من حديث عبد الله بن مسعود.
(٥) حديث: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المصور ". أخرجه البخاري (فتح الباري ٤ / ٤٢٦) من حديث أبي جحيفة.
(٦) حديث: " لعن الله من غير منار الأرض ". أخرجه مسلم (٣ / ١٥٦٧) من حديث علي بن أبي طالب.
(٧) حديث: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن رعلا. . . ". أخرجه مسلم (١ / ٤٦٧) من حديث أبي هريرة.