للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لأَِنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَْنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا، فَقَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا بِنْتُ حُيَيٍّ، فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُول اللَّهِ، فَقَال: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِْنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا (١) .

وَلِمَا وَرَدَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَرِبَ قَائِمًا، وَقَال: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَل كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ (٢) .

قَال ابْنُ عَلاَّنَ: فَعَل عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِتَبْلِيغِ شَرْعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ فِعْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَيَانِ الْجَوَازِ، وَأَنَّ نَهْيَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا (٣) لَيْسَ عَلَى سَبِيل التَّحْرِيمِ بَل عَلَى سَبِيل الْكَرَاهَةِ وَالتَّنْزِيهِ (٤) .


(١) حديث صفية رضي الله عنها: " كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا. . . " أخرجه البخاري (الفتح ٤ / ٢٧٨) ، ومسلم (٤ / ١٧١٢) واللفظ لمسلم.
(٢) حديث علي " أنه شرب قائما. . . " أخرجه البخاري (الفتح ١٠ / ٨١) .
(٣) حديث: " نهيه صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائما " أخرجه مسلم (٣ / ١٦٠٠) من حديث أنس بن مالك.
(٤) الفتوحات الربانية ٦ / ٢٨٢، وما بعدها.