للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ، وَذَلِكَ الْعَمَل وَسِيلَةٌ لِلإِْنْمَاءِ كَمَا يَقُول الْفُقَهَاءُ (١) .

يَقُول اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَحَل اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (٢) ، وَيَقُول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} (٣) وَيَقُول: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَْرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْل اللَّهِ} (٤) أَيْ يُسَافِرُونَ لِلتِّجَارَةِ، وَيَقُول: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} (٥) يَعْنِي فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ (٦) .

كَمَا وَرَدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ إِلَى عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ. دِينَارًا لِيَشْتَرِيَ لَهُ شَاةً فَاشْتَرَى شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ (٧) وَكَذَلِكَ يَقُول النَّبِيُّ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَْمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ (٨) . وَيَقُول: الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ


(١) البدائع ٦ / ٥٨ ط الجمالية.
(٢) سورة البقرة / ٢٧٥.
(٣) سورة النساء / ٢٩.
(٤) سورة المزمل / ٢٠.
(٥) سورة البقرة / ١٩٨.
(٦) القرطبي ٢ / ٤١٣ ط دار الكتب، وأحكام القرآن للجصاص ٢ / ٢١٠، وما بعدها ط المطبعة البهية، والمهذب ١ / ٢٦٤ ط دار المعرفة بيروت، والمغني ٣ / ٥٦٠ ط مكتبة الرياض، والاختيار ٣ / ١٩ ط بيروت، والمغني ٣ / ٥٦٠، والاختيار ٤ / ١٦٠، ١٧٢، ومنتهى الإرادات ٣ / ٤١٠، ٤١١ ط دار الفكر، والمهذب ١ / ٣٦٢.
(٧) حديث: عروة البارقي أخرجه البخاري في المناقب (٦ / ٦٢٢ / ٣٦٤٢) ط السلفية، وأخرجه أبو داود في البيوع (٢ / ٦٧٧ / ٣٣٨٤ ط الدعاس) واللفظ له.
(٨) حديث: " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ". أخرجه الترمذي في البيوع (٣ / ٥١٥ / ١٢٠٩ ط الحلبي) وحسنه، والحاكم (٢ / ٦ ط دار الكتاب العربي من طريق الحسن البصري عن أبي سعيد، والحسن لم يسمع من أبي سعيد. كما ذكر ذلك العلائي في جامع التحصيل (ص ١٩٧) فالحديث منقطع. قال المناوي: وله شواهد عند الدارقطني. (فيض القدير ٣ / ٢٧٨) .