للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَالْكَفَّارَةِ، وَنُقِل ذَلِكَ عَنِ الشَّافِعِيِّ (١) .

وَيَرَى بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: أَنَّ أَهْل الْكِتَابِ وَالْمَجُوسَ لاَ تَجِبُ دَعْوَتُهُمْ قَبْل الْقِتَال؛ لأَِنَّ الدَّعْوَةَ قَدْ بَلَغَتْهُمْ، وَلأَِنَّ كُتُبَهُمْ قَدْ بَشَّرَتْ بِالرِّسَالَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ. وَيُدْعَى عَبَدَةُ الأَْوْثَانِ قَبْل أَنْ يُحَارَبُوا (٢) .

٥ - أَمَّا مَنْ بَلَغَتْهُمُ الدَّعْوَةُ، فَتُسْتَحَبُّ الدَّعْوَةُ قَبْل التَّبْيِيتِ مُبَالَغَةً فِي الإِْنْذَارِ، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّنَا نُقَاتِلُهُمْ عَلَى الدِّينِ لاَ عَلَى سَلْبِ الأَْمْوَال وَسَبْيِ الذَّرَارِيِّ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَرَ عَلِيًّا حِينَ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَبَعَثَهُ إِلَى قِتَالِهِمْ أَنْ يَدْعُوَهُمْ (٣) ، وَهُمْ مِمَّنْ بَلَغَتْهُمُ الدَّعْوَةُ.

وَيَجُوزُ بَيَاتُهُمْ بِغَيْرِ دُعَاءٍ، لأَِنَّهُ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ لَيْلاً وَهُمْ غَافِلُونَ. (٤) وَعَهِدَ إِلَى أُسَامَةَ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا. (٥)


(١) البحر الرائق ٥ / ٨٠، وابن عابدين ٣ / ٢٢٣، ومطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى ٢ / ٥٠٧ - ٥٠٨، وروضة الطالبين ١٠ / ٢٣٩، ومغني المحتاج ٤ / ٢٢٣، والمغني لابن قدامة ١٠ / ٣٨٦.
(٢) المغني لابن قدامة ١٠ / ٣٨٦.
(٣) حديث: " أمر عليا يوم خيبر. . . " أخرجه البخاري (الفتح ٧ / ٤٧٦ - ط السلفية) .
(٤) حديث: " أغار على بني المصطلق وهم غافلون. . . " أخرجه البخاري (الفتح ٥ / ١٧٠ - ط السلفية) .
(٥) حديث: " عهد إلى أسامة أن يغير على ابني صباحا " أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤ / ٦٦ - ط دار صادر) . وإسناده صحيح.