للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَكَانَ مَكْرُوهًا لِذَلِكَ عِنْدَهُمْ. وَلِمَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَرْبِيعِ الْقُبُورِ. (١)

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يُنْدَبُ تَسْطِيحُهُ (أَيْ تَرْبِيعُهُ) وَأَنَّهُ أَفْضَل مِنْ تَسْنِيمِهِ، لِمَا رُوِيَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ جَعَل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ مُسَطَّحًا. (٢)

وَلاَ يُخَالِفُ ذَلِكَ قَوْل عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَرَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ (٣) لأَِنَّهُ لَمْ يُرِدْ تَسْوِيَتَهُ بِالأَْرْضِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ تَسْطِيحَهُ جَمْعًا بَيْنَ الأَْخْبَارِ. (٤)


(١) ابن عابدين ١ / ٦٠١، وفتح القدير ٢ / ١٠٠ - ١٠٢ دار إحياء التراث العربي، والاختيار شرح المختار ١ / ٩٦ ن دار المعرفة، والفتاوى الهندية ١ / ١٦٦، ومراقي الفلاح ٣٣٥، وجواهر الإكليل ١ / ١١١، والشرح الكبير ١ / ٤١٨، ومواهب الجليل بشرح مختصر خليل ٢ / ٢٤٢، وكشاف القناع ٢ / ١٣٨ م النصر الحديثة، والمغني لابن قدامة ٢ / ٥٠٥ م الرياض الحديثة. وحديث: " نهى عن تربيع. . " أورده الزيلعي في نصب الراية (١ / ٤٠٣) وعزاه إلى كتاب الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني ولم يتكلم عليه في شيء.
(٢) حديث: " أن إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم. . . " بمعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه حصباء. أخرجه الشافعي (١ / ٢١٥) ط دار الكتب الملكية المصرية واللفظ له. والبيهقي (٣ / ٤١١) ط دار المعرفة. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (٢ / ١٣٣ ط المدني) : رجاله ثقات مع إرساله. وفي سند الشافعي إبراهيم بن محمد. قال عنه الحافظ في التقريب (١ / ٤٢ ط المكتبة العلمية) : متروك.
(٣) حديث: أن لا تدع تمثالا إلا. . . " أخرجه مسلم (٢ / ٦٦٦ ط عيسى البابي الحلبي) .
(٤) شرح روض الطالب من أسنى المطالب ١ / ٣٢٧ - ٣٢٨ ن المكتبة الإسلامية، والمهذب في فقه الإمام الشافعي ١ / ١٤٥.