للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَجْذُومٍ يُتَأَذَّى بِهِ مِنْ مُخَالَطَةِ الأَْصِحَّاءِ وَالاِجْتِمَاعِ بِالنَّاسِ لِحَدِيثِ فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَْسَدِ (١) .

وَقَال الْحَنَابِلَةُ: لاَ يَحِل لِمَجْذُومٍ مُخَالَطَةُ صَحِيحٍ إِلاَّ بِإِذْنِهِ. فَإِذَا أَذِنَ الصَّحِيحُ لِمَجْذُومٍ بِمُخَالَطَتِهِ جَازَ لَهُ ذَلِكَ (٢) . لِحَدِيثِ لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ (٣) .

وَلَمْ نَرَ لِلْحَنَفِيَّةِ نَصًّا فِي الْمَسْأَلَةِ.

وَإِذَا كَثُرَ عَدَدُ الْجَذْمَى فَقَال الأَْكْثَرُونَ: يُؤْمَرُونَ أَنْ يَنْفَرِدُوا فِي مَوَاضِعَ عَنِ النَّاسِ: وَلاَ يُمْنَعُونَ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي حَوَائِجِهِمْ.

وَقِيل: لاَ يَلْزَمُ الاِنْفِرَادُ (٤) .

وَلَوِ اسْتَضَرَّ أَهْل قَرْيَةٍ فِيهِمْ جَذْمَى بِمُخَالَطَتِهِمْ فِي الْمَاءِ فَإِنْ قَدَرُوا عَلَى اسْتِنْبَاطِ مَاءٍ بِلاَ ضَرَرٍ أُمِرُوا بِهِ وَإِلاَّ اسْتَنْبَطَهُ لَهُمُ الآْخَرُونَ، أَوْ أَقَامُوا مَنْ يَسْتَقِي لَهُمْ وَإِلاَّ فَلاَ يُمْنَعُونَ (٥) .


(١) حديث: " فر من المجذوم فرارك من الأسد ". أخرجه البخاري (الفتح ١٠ / ١٥٨ ط السلفية) ، وأحمد (٢ / ٤٤٣ - ط الميمنية) من حديث أبي هريرة، واللفظ لأحمد.
(٢) الشرح الصغير ١ / ٤٤٥، وحاشية الدسوقي ١ / ٣٣٣ ط دار الفكر، ونهاية المحتاج ٢ / ١٥٥ ط الحلبي، ومطالب أولي النهى ١ / ٦٩٩ نشر المكتب الإسلامي، وكشاف القناع ١ / ٤٩٧، ٤٩٨ نشر مكتبة النصر الحدثية.
(٣) حديث: " لا عدوى ولا طيرة " أخرجه البخاري (الفتح ١٠ / ١٥٨ - ط السلفية) . من حديث أبي هريرة.
(٤) الأبي على صحيح مسلم ٦ / ٤٩، وصحيح مسلم بشرح النووي ١٤ / ٢٢٨.
(٥) صحيح مسلم بشرح النووي ١٤ / ٢٢٨.