للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِالشَّاءِ، فَأَكَلْنَا الطَّعَامَ أَنَا وَأَصْحَابِي، وَأَبَوْا أَنْ يَأْكُلُوا مِنَ الْغَنَمِ، حَتَّى أَتَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَال: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ. شَيْءٌ أُلْقِيَ فِي رَوْعِي، قَال: كُلُوا وَأَطْعِمُونَا مِنَ الْغَنَمِ (١) .

قَال ابْنُ حَجَرٍ (٢) : فَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ، مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ، (٣) فَذَكَرَ فِيهَا الرُّقَى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَال الْبُخَارِيُّ: لاَ يَصِحُّ حَدِيثُهُ، وَقَال الطَّبَرِيُّ لاَ يُحْتَجُّ بِهَذَا الْخَبَرِ لِجَهَالَةِ رَاوِيهِ، وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهِ فَهُوَ مَنْسُوخٌ بِالإِْذْنِ فِي الرُّقْيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَشَارَ الْمُهَلَّبُ إِلَى الْجَوَابِ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ فِي الْفَاتِحَةِ مَعْنَى


(١) تفسير القرطبي ١٠ / ٣١٥، ٣١٦، والشرح الصغير ٤ / ٧٦٨، ونيل الأوطار ٨ / ٢١٥، والأذكار / ١١٩ ط الحلبي. وحديث " أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. . " أخرجه الدارقطني (٣ / ٩٤ ط دار المحاسن) وأصله في صحيح البخاري (الفتح ١٠ / ٤٥٣ ط السلفية) .
(٢) فتح الباري ١٠ / ١٩٥ - ١٩٧.
(٣) حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " كان يكره عشر خصال. . . " أخرجه أحمد (١ / ٣٨٠ ط الميمنية) وأبو داود (٤ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨ تحقيق عزت عبيد دعاس) وضعفه ابن حجر كما في الفتح (١٠ / ١٩٥ ط السلفية) واستنكره الذهبي كما في الميزان (٢ / ٥٥٦ ط الحلبي) .