للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهم قال: إن في جوفي لقلبين، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: أنها نزلت في رجل من قريش من بني جمع، يقال له: جميل بن يعمر.

قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ...} الآية (١)، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي، في جماعة آخرين عن ابن عمر: أن زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ...} الآية. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنت زيد بن حارثة بن شراحيل.

وكان من خبره أنه سبي من قبيلته "كلب"، وهو صغير، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فلما تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وهبته له، ثم طلبه أبوه وعمه، فخير بين أن يبقى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أن يذهب مع أبيه، فاختار البقاء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعتقه وتبناه، وكانوا يقولون: زيد بن محمد، فلما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب، وكانت زوجًا لزيد، وطلقها .. قال المنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى عن ذلك، فنزلت الآية لنفي أن يكون للمتبنى حكم الابن حقيقةً في جميع الأحكام التي تعطى للابن.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه البيهقي في "الدلائل" عن حذيفة، قال: لقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافون قعودًا، وأبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة أسفل منا، نخافهم على ذرارينا، وما أتت قط علينا ليلة أشد ظلمةً، ولا أشد ريحًا منها، فجعل المنافقون يستأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقولون: إن بيوتنا عورة، وما هي بعورة، فما يستأذن أحد منهم إلا أذن له، فيتسللون إذا استقبلنا النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا رجلًا، حتى علي فقال: ائتني بخبر القوم، فجئت فإذا الريح في عسكرهم، ما تجاوز عسكرهم شبرًا، فوالله إني لأسمع صوت الحجارة


(١) لباب النقول.