و {باقٍ} في النحل بإثبات الياء، وباقي السبعة بحذفها. وفي "الإقناع" لأبي جعفر بن الباذش عن ابن مجاهد الوقف على جميع الباب لابن كثير بالياء، وهذا لا يعرفه المكيون. وفيه عن أبي يعقوب الأزرق عن ورش أنه خيره في الوقف في جميع الباب بين أن يقف بالياء، وبين أن يقف بحذفها، والباب هو كل منقوص منون غير منصرف؛ أي: غير مجرور.
٨ - {اللَّهُ} سبحانه وتعالى {يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى}؛ أي: الشيء الذي تحمله كل أنثى في بطنها من حين العلوق إلى الولادة من علقة أو مضغة، ذكر أو أنثى، واحد أو متعدد، صبيح أو قبيح، شقي أو سعيد، طويل العمر أو قصيره، كما قال سبحانه:{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} وقال: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}.
{و} يعلم سبحانه وتعالى {ما تغيض الأرحام} من الغيض؛ وهو النقص؛ أي: يعلم سبحانه ما تنقصه الأرحام {وَمَا تَزْدَادُ}؛ أي: وما تزيده في الجثة والمدة والعدد، واختلفوا في ذلك، فقيل: المراد نقص خلقة الحمل وزيادته، كنقص أصبع أو زيادتها. وقيل المراد: نقص مدة الحمل عن تسعة أشهر أو زيادتها، وقيل المراد: نقص في عدد الولد وزيادته، فقد يكون الولد واحدًا أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة. قال أهل التفسير (١): غيض الأرض الحيض على الحمل، فإذا حاضت الحامل كان ذلك نقصانًا في الولد؛ لأن دم الحيض هو غذاء الولد في الرحم، فإذا خرج الدم نقص الغذاء، فينقص الولد، وإذا لم تحض يزداد الولد ويتم، فالنقصان نقصان خلقة الولد بخروج الدم، والزيادة تمام خلقه باستمساك الدم. وقيل: إذا حاضت المرأة في وقت حملها ينقص الغذاء، وتزداد مدة الحمل حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرة، فإن رأت خمسة أيام دمًا .. وضعت لتسعة أشهر وخمسة أيام، فالنقصان في الغذاء زيادة في مدة الحمل. وقيل: النقصان السقط، والزيادة تمام الخلق.